قراءة في سيرة الفقيد المناضل احمد يسلم صليصل باعوضه. بقلم صالح عبدالله الذرب اقف اليوم امام سيرة مناضل من ابناء مديرية ميفعه ومناضليها وواحد من ابرز قادتها السياسيه والاداريه ذاع صيته وعمله وجهده كل اصقاع المديريه الجنوبيه بحرها وسهلها والجبل وتجاوزها. ارتبط اسم هذا المناضل الثوري والسياسي بذهن كاتب هذا السطور قبل صورته فكانت مسامر الاهل والاقارب وفي تناولاتهم وككل الناس لاحاديث واخبار الثوره قبيل الاستقلال ومابعده واخبار سقوط المناطق بيد الثوار وجدل وحديث تلك المرحله وشيوع مسميات نضاليه وفق تعبير تلك المرحله منها القوميه والتحرير وكل الشعب وحده وطنيه وغير ماكنا نسمعها بذاك الوقت كشباب يُفّع لا ندرك معانيها كانت تبرز الى مسامعنا اسماء العديد كان واحد من ابرزها اسم ماانا بصدد تسليط الضوء حول شي مما نعرف عن ادواره النضاليه والسياسيه. ولعله من حسن طالعي ان هذا الاسم والذي كان اكثر ترددا في ذهني المستمد من حديث الناس قبيل نهاية الستينات اضحى معلوما لي شخصا وصوره دون معرفه شخصيه فانا لازلت طالبا وهو يجوب مناطق المديريه وفي مناسبات وطنيه مجيده يلقي الخطب والمحاضرات السياسيه واللقاات الجماهيريه بحظرة الكثير من القاده والمسؤلين الا ان هذا الرجل كان دومامتميزا ومؤثرا في ادائه ولا يمكن ان بكون هذا التميز والذي اشعر به نحوه دون غيره مستمد فقط من اسمه الذي ارتسم بذهني منذو ذاك الوقت والذي اشارت له مقدمة حديثي ذكريات قبيل الاستقلال واعوامه اللاحقه رغم اهميتها بل ودلاله على ان للرجل مكانه قياديه رفيعه مستمده من دوره وارثه النضالي تؤشر لها تلك المكانه الرفيعه والتي يتمتع بها بين رفاقه وفي الوسط الجماهيري المتفاعل. لم ادري وانا طالبا حينها متحمسا حماسا عفويا لاخبار وشعارات الثوره والدولة الوطنيه والتي كثيرا ماكنا نعيشها ونتفاغل معها في المناسبات الوطنيه وكان لهذا الرجل القيادي السياسي فيها الحضور القوي اللافت اننا سنلتقي في يوما من الايام في الاطار القيادي السياسي المسؤل عن قياده المديريه ومؤسسات الدوله فيها ولكن ذلك فعلا قد حدث ومنذو منتصف 83م حيث اصبح يجمعنا اطار قيادي واحد ممثلا في لجنة منظمة الحزب بالمديريه والفارق ان وجودي ظمن هذا الاطار جاء من تمثيلي لفئة الشباب من موقعي سكرتيرا لاتحاد الشباب (اشيد) فيما هو وجوده من ارثه النضالي باعتباره واحدا من اهم اركانات من حملوا ع اعناقهم مسؤلية ترتيب اوضاع المديريه بمفهومها الواسع(مراكزها الثلاث والتي تشكل اليوم مديريات بحالها) منذو سقوط العهد الاستعماري والبناء والاسهام في قيادة مؤسسات الدوله ع صعيد المديريه الرسميه والسياسيه بموجب التوجهات والمرحلة الجديده وكان واحدا من اهم مشاهير واركان تلك المرحله مع بقيه رفاقه في الصف القيادي الاول الذين كان لهم شرف التاسيس والرياده والتوجيه والقياده والذود عن مؤسسات دولة الاستقلال الوطني الجديده ع صعيد محيطهم الجغرافي استنادا الى برنامج خط الثوره العام والدوله والقياده السياسيه ع صعيد الجمهوريه الوليده ج ي ج ش __ج ي دش. وهاكم بطاقته و عناوين في سيرة حياته العمليه وهي كاالتالي: الاسم /احمد يسلم صليصل باعوضه تاريخ الميلاد 1945م المستوى التعليم دبلوم عالي علوم سياسيه بعد الثانويه وذلك بالتدرج بدئا بالعلامه وانتهاءا بالانتساب للثانويه العامه مضافا لذلك العديد من الدورات التاهيليه في الداخل والخارج في مجال تاهيل واعداد القيادات السياسيه وتطوير المعارف الفكريه والسياسيه وكان من اهمها التاهيل المعرفي والسياسي والتي تحصل عليها في كل من الاتحاد السوفيتي ثم المانيا الديمقراطيه. في بداية حياته وحينما كان شابا ٓيافعا التحق بالجنديه في عهد السلطنه الواحديه ورٓتٓبٓ العديد من مناطق السلطنه حينها كمنطقة يبعث وغيرها الاان ذلك الوضع لم يروق له فقرر السفر الى الخارج واستقر به الحال في دولة الكويت وكان ذاك عام 65م وكان ذلك العام من الاعوام الزاهيه والمجيده للثوره الاكتوبريه ضد المستعمر البريطاني وصدى الثوره ولهيبها يقْظُ مواقع ومضاجع العدو في كل ارجاء الجنوب وفي القلب منها المستعمره عدن وبذاك العام 65م انتسب رفيقنا صليصل الى صفوف تنظيم الجبهه القوميه ظمن تشكيلاتها بالمهجر ومما هو معلوم في تاريخ الثوره وطليعتها السياسيه الجبهه القوميه والتي اعلنت الكفاح المسلح في 14 اكتوبر 63م.. ان خلايا تنظيم الجبهه القوميه والتي تشكلت في دولة الكويت والتي كانت منطلقاتها الاولى تشكيل حركة القوميين العرب ثم الجبهه القوميه كانت من انشط التشكيلات في المهجر والتي رفدت الثوره بقيادات ثوريه ميدانيه وسياسيه فهناك العديد ممن انطوى وانخرط في صفوف حركة القوميين العرب في المهجر فرع الكويت امثال الثائر علي عنتر واخرين والذين عادوا الى الوطن قبيل بدء الثوره ليغدو فيما بعد تشكيل حركة القومين العرب فرع الجنوب المكون الرئيسي داخل تشكيلات الجبهه القوميه ونظرا لتلك المكانه والتي احتلتها تشكيلات فرع الكويت والتي اضحى رفيقنا صليصل منتسب لها فقد حافظت ع دورها النظالي المتميز وذلك برفد الثوره بالمال ليس من خلال اشتراكاتهم الشهريه فحسب بل و من خلال التبرع المالي السخي لصالح الثوره والثوار مضافا له ما كان يقوموا به من نشاط سياسي واعلامي لصالح الثوره وفي منتصف عام 67م عاد الى ارض الوطن وكانت تلك الفتره هى مرحلة الاعداد لاسفاط المناطق لصالح الثوره وادارتها وتقريب يوم النصرو الاستقلال وفعلا كانت له مشاركته الفاعله في تلك المهمه ومن ثم المشاركه في ترتيب اوضاع المنطقه ظمن عملية انتقاليه ليست بسهله بين مرحلة ماضٍ ولىّ واءفل وعهد ثوري جديد تتجلى فيه المهمه الاولى بناء وتشييد الدولة الوطنيه الجديده دولة الاستقلال وبدء مرحله طويله للبناء والتغيير والتشيد وهكذا جاءت شعارات تلك المرحله مجسده لهذه المهام الجسام. ((عاش تنظيمنا قائد سياسي قائدا للجماهير الفقيره**قائدا للمراحل دي قطعنا ومراحل بدئنا طويله)) وفي طريق البناء والقياده والتوحيه فقد اسندت للفقيد المناضل صليصل وفي مختلف مراحل حياته العمليه العديد من المرافق والمؤسسات الهامه والتي ترتبط بحياة الناس مباشرة واختياره لهذه المواقع القياديه ليست عاديه وعابره وانما انطلق من تقدير القياده السياسيه الاعلى والعلياء باحقية قيادة تلك المؤسسات من قبل ذلك الرجل نظرا لمايتمتع به من كفاءة ومقدرات وحس وطني ومهابة قياده ذات وزن وحزم تم اكتشاها فيه مقرونة بعلاقات رفاقيه واجتماعيه حميميه مع المحيط العام ولكنها اكثر التحاما والتصاقا بينه ومرؤسييه ومن يعمل تحت مسؤليته ولدت مناخات حقيقيه تجعل تلك المواقع والتي يشغلها كتلة من الحيوية والنشاط خدمة لقضايا الناس ومصالح المجتمع وهذه الصفات وغيرها لا يحملها الا من كان موهوبا وخبيرافي القياده والتوجيه وقد حملها الفقيد صليصل بكل شرف واقتدار. وقد تبوءا خلال فترة حياته قيادة مواقع مهمة للغاية في حياة المجتمع ومؤسسات الدولة بداءا بقيادة تعاونية الخدمات الزراعيه بلعام 69 مرورا بترتيب اوضاع البلديه وقيادتها في مركز رضوم و ثم تم تعيينه مسؤلا لتنظيم الجبهه القوميه بالمديريه بمراكزها الثلاثه وهذا الموقع هو اعلى موقع قيادي وتوجيههي ع صعيد المديريه فهو يمثل الطليعه السياسيه والتي قادت الثوره وتقود الدولة وتوجه المجتمع وبعد خدمته في هذا الموقع القيادي ابتعث الى دورة تاهيليه في علوم السياسه والاقتصاد وعلم الاجتماع والتاهيل القيادي و عند عودته عين مديرا للبلديه ع صعيد المديريه ثم عين وبقرار سياسي مديرا لتعاونية عشره ابريل السمكيه وبعدها وبقرار اخر عين مديرا لتعاونية اكتوبر ومرة اخرى يعود وبقرار سياسي مديرا لادارة الاسكان واخر موقع تبوئه مديرا لادارة الزراعه. هذا ع المستوى الحكومي وع المستوى الحزبي ظل الفقيد محتفظا دون غيره بعضويته في الاطار السياسي القيادي الحزبي لجنة منظمة التنظيم ثم الحزب ع مستوى المديريه ومنذو العام 82م تفرغ للعمل السياسي و الحزبي ظمن دوائر سكرتاريه منظمة الحزب بالمديريه واؤكلت له مسؤليه الدائره الاقتصاديه بلجنة الحزب بالمديريه وهى اهم دائره مشرفه وبشكل مباشر ع مختلف واهم مرافق ومؤسسات الدوله الانتاجيه والخدماتيه كاالتعاونيات بمختلف انواعها ووظائفها والزراعه وتكويناتها كمحطة التاجير ومزارع الدوله والبلديات وشركةالتجارة وغيرها وبشكل عام فان هذا الموقع القيادي والاشرافي هو همزة الوصل بين تلك المؤسسات والقياده السياسيه بالمديريه وهو ثالث موقع قيادي اشرافي وتوجيهى بعد موقع السكرتير الاول والمامور. وفي هذا السياق وتساقا مع ماجاء في المقدمه فقد تزاملتُ بلعمل مع الفقيد ظمن سكرتارية منظمة الحزب منذو العام 83م وكلٍ من موقع دائرته وشهادة للتاريخ انه كان من اكفى القيادات واكثرها اخلاصا لتوجهاته ومبادئه وكانت قدراته وممكناته القياديه وقوة تاثيره تتعدى حدود المديريه وحتى موقعه كذلك وفوق هذا يتصف بالشجاعه والجرئه في نقد سلبيات السياسه وحتى القاده ويمتاز بصلابته في المواقف والتي تحتاجها المواقف في الظروف الصعبه وما اكثر حاجاتنا لتلك المواقف والتي مررنا بها في تجربتنا السياسيه وقيادة الدوله. لقدكان وبحق رجل مبداء وموقف وشجاعة وقرار ورجل دولة بامتياز وفوق هذا كله كان يمتاز بالانسانيه الرفيعه بكل ماتحمله هذه الكلمه العظيمه من معنى فلا يفجر ولايشمت ولايحنت اويخاصم حتى مع اولائك الذين قد يختلف او يختلفون معه وتلك طبيعة الحياه بقدرماانه وهذه من انسانيته يحتفظ ويحترم ويقدس علاقاته الشخصيه بهم ويعلو بها في سماء الاخوه الانسانيه والرفاقيه في صورة انسانيه تعجز اللسان والقلم عن وصف صفوها وبهائها والتي يتمتع بها ويقدسها ويضعها بتلك المكانه وتلك حقيقه مستمده من اصله واصالته واخلاقه الانسانيه والتي يفخربها ويحرص عليها وتلك حقا هى اخلاقيات كبراء القوم ورجالاتهم ومعادنهم الذهبيه الاصيله وقد نالها واكتسبها فقيدنا الغالي صليصل رحمة الله عليه بكل شرف واقتدار. وبقي عليّ ان اشير الى انه وعندما تتعرص البلد للمخاطر وتهديد السياده يهب الفقيد صليصل في مقدمة الصفوف دفاعا عنها ولم يختفي قط وراء حصانة المناصب التي يشغلها والتي يفعلها البعص ولهذا وجدناة جنديا حاملا سلاحه مع بقية رفاقه وقوى الشعب في احداث تاريخيه عديده مدافعا ودفاعا ع حياض الوطن ولعل احداث حرب 79م بين الدولتين اليمنيتين وغيرها واشتراك هذا البطل في غمار احداثها ع طول الخط الحدوي للمحافظه واحده من الشواهد كما ان مشاركته في الدفاع عن الحدود الشرقيه للوطن والجمهوريه في ظل اشتداد نشاط قوى التئامر الرجعي حينها صد النظام الوطني كان حاضرا وبقوه . كما ان مناصرته الكفاحيه لثورة عمان حينها شاهد اخر ع وجود هذا الرجل في صفوف القوى الثوريه التحرريه نصرة وانتصار لها كمبداء ثابت من مبادئه والتي اومن بها لدعم قوى التحرر والحريه باعتباره مناضلا ينتمي لمدرسة النضال التحرري والوطني.وجبل صرفيت والخط الاخصر والحدود الشرقيه تشهد له وتبرهن وتكتب عناوين تلك المحطات النضاليه. والحقيقه انه اينما حلت مخاطر تهديد الوطن وسيادته ومكتسباته وجد هذا الرجل في صفوف المدافعين الاوائل وصاداً لتلك المخاطر والشواهد كثيره وكثيره رحم الله الفقيد احمد يسلم صليصل رحمة الابرار الاخيار وافسحى ونور وبرد عليه قبره وجعل قبره روضة من رياض الجنه لروحه السلام والطمانينه و فردوس الجنه باذنه تعالى ماوى ومثوا له. لايفوتني في الختام من توجيه الشكر للاخ عبدالمحسن بن ذييب والذي زودني ببعض المعلومات والتي بها ساعدني في انجاز هذا الموضوع عن حياة رجل عاش شريفا شهما نظيفا ورحل شهما نظيفا وشريف سمعته وسيرته الطيبه ومرءوئته تعانق السماء رحمت الله عليه ورضوانه. بقلم صالح عبدالله الذرب 10 ابريل 2023م
الانتقالي ليس تهمة بل فخر لكل شريف
14 يونيو 2025
تعليقات الزوار ( 0 )