عدن/ تقرير/ منير النقيب
يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، معركة سياسية وأمنية وعسكرية معقّدة ومتعددة الجبهات، في مواجهة هجمات منسّقة تنفذها أطراف محلية وإقليمية ودولية معادية لمشروع استعادة الدولة الجنوبية. هذه الهجمات، التي توزعت بين الضربات الإعلامية والتخريبية والتحريض السياسي، تُدار بأدوات تنتمي إلى تنظيمات مصنفة إرهابيا، في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين ومليشيا الحوثي، إلى جانب أطراف خارجية لا تُخفي عداءها للجنوب وتطلعاته الوطنية.
*حرب مركبة ضد الجنوب
لا تقتصر هذه المواجهة على ساحة بعينها، بل تتسع رقعتها من الاستهداف العسكري المباشر إلى المعركة الناعمة في الإعلام والتضليل والتحريف، وصولًا إلى محاولات ضرب وحدة الصف الجنوبي وزرع الفتن بين قيادة المجلس الانتقالي وشعب الجنوب.
وتشير المعطيات والاحداث الى أن هناك مخططات ممنهجة تتبناها أنظمة معادية، تهدف إلى تقويض النجاحات التي حققها المجلس على المستويين الداخلي والخارجي، من خلال أدوات تتحرك تحت لافتات مختلفة، لكنها تتقاطع في العداء للمجلس وللقضية الجنوبية العادلة.
*محاولة فاشلة لضرب الأمن والاستقرار
تشير المعطيات إلى أن أبرز أشكال هذا الاستهداف يتمثل في الضرب المتعمد للمؤسسات العسكرية والأمنية الجنوبية. فكلما تقدم الجنوب في ترسيخ الأمن واستئصال البؤر الإرهابية، برزت محاولات مضادة تستهدف القوات المسلحة الجنوبية والقيادات الأمنية في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب.
ووفق مصادر سياسية وأمنية إن هذه الهجمات تهدف إلى تقويض الثقة العامة في المؤسسة الأمنية الجنوبية، وإظهارها كعاجزة عن ضبط الأمن، رغم النجاحات الميدانية في مكافحة الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة.كما أن هذه العمليات التخريبية تُدار بإشراف مباشر من غرف استخباراتية تعمل على خلط الأوراق وتوجيه اتهامات باطلة لتشويه صورة المجلس الانتقالي في المحافل الدولية.
*خطاب التضليل وتحريف للحقائق
في موازاة الاستهداف الأمني، تشتد المعركة الإعلامية التي تشنها منصات تابعة لقوى الشمال وأخرى دولية، تستهدف المجلس الانتقالي والمؤسسات الجنوبية بتحريف الحقائق وتزوير الوقائع. وتُبث مرارا حملات تضليل واسعة عبر وسائل إعلام ممولة تروج لمزاعم واشاعات حول”فشل المجلس الانتقالي و”تفكك الجنوب”، بينما الواقع يكشف عكس ذلك في تصاعد حضور المجلس الانتقالي الجنوبي السياسي والدبلوماسي، والتفاف شعبي غير مسبوق حول قيادته.
وان ما يجري اليوم هو استهداف ممنهج ومدفوع الأجر، بهدف ضرب الثقة بالمجلس الانتقالي، وتشويه صورته أمام الداخل والخارج. لكن وعي الشعب الجنوبي بات كفيلًا بإحباط تلك السيناريوهات”.
*إنجازات أوجعت الخصوم
يُجمع مراقبون سياسيون على أن المجلس الانتقالي الجنوبي حقق خلال السنوات الأخيرة إنجازات نوعية، لا سيما في ما يتعلق بإعادة بناء مؤسسات الدولة الجنوبية، وتعزيز الدور العسكري والأمني، والانفتاح على العالم الخارجي من خلال دبلوماسية نشطة.
ومثّلت هذه الإنجازات ضربة موجعة لأعداء الجنوب، فانتقلوا إلى استراتيجيات جديدة تعتمد على التحريض وزرع الشائعات، بعد أن فشلوا في المواجهة المباشرة.
ففي الداخل، استطاع المجلس الانتقالي تعزيز سلطته في كافة محافظات الجنوب ، من خلال بناء مؤسسات خدمية وتنفيذية، وتحقيق حضور سياسي متماسك، رغم ظروف الحرب والانهيار الاقتصادي. أما على المستوى الدولي، فقد نجح المجلس في إيصال صوته إلى عدد من العواصم الكبرى، وفتح قنوات اتصال دائمة مع دوائر صنع القرار في واشنطن، وموسكو، وبروكسل، ولندن، والرياض، وأبوظبي.
*وحدة الصف الجنوبي
رغم كل محاولات إثارة الفتنة وضرب اللحمة الوطنية الجنوبية، فإن المجلس الانتقالي استطاع حتى الآن الحفاظ على وحدة الصف الشعبي، من خلال تعزيز الارتباط بين القيادة والشارع الجنوبي. ويرى مراقبون أن هذه العلاقة القائمة على التفاعل والمصارحة تمثل أحد أهم أسباب فشل محاولات خصوم الجنوب في إحداث شرخ داخلي.
وفي هذا السياق، نفذ المجلس عددًا من الخطوات الميدانية، من بينها اللقاءات الجماهيرية والزيارات التفقدية، وتفعيل مكاتب الخدمات في المديريات، والاستماع للمطالب الشعبية، وهي خطوات عززت ثقة المواطن الجنوبي بمشروعه الوطني، وأفشلت محاولات زرع الشك والفرقة.
*معركة مصيرية
إن المعركة التي يخوضها المجلس الانتقالي اليوم هي معركة وجود ومصير، تتعدد جبهاتها بين الجبهات العسكرية التي تتصدى لمليشيات الحوثي والتنظيمات المتطرفة، والجبهة السياسية التي تتطلب بناء تحالفات استراتيجية إقليمية ودولية، وجبهة اقتصادية في ظل الانهيار الممنهج للعملة وتراجع الخدمات، ناهيك عن الجبهة الإعلامية التي تخوض حربًا نفسية شرسة ضد كل ما يمثل تطلعات شعب الجنوب إلى دولته المستقلة.
وهناك احتمالات بإن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدًا أكبر من قبل الخصوم، خاصة مع اقتراب التحولات الإقليمية والدولية الحاسمة، ما يستدعي مزيدًا من التماسك الداخلي والاستعداد لمواجهة التحديات.
* قيادة راسخة
وسط كل هذه التحديات، يواصل المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي دوره المحوري، بثبات وواقعية، معتمداً على التفاف شعبي واسع، ودعم إقليمي واضح، وإصرار على تحقيق هدف استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، وفقًا لحدود ما قبل عام 1990م. كما يؤكد المجلس تمسكه بمبدأ الحوار كشريك في العملية السياسية الشاملة، دون أن يكون ذلك على حساب الثوابت الوطنية الجنوبية.
وكلما زادت شراسة الحرب ضد المجلس الانتقالي، زاد يقين الجنوبيين أنهم على الطريق الصحيح، وأن مشروعهم التحرري يهدد فعليًا مصالح وأطماع القوى المعادية”.
تعليقات الزوار ( 0 )