كتب / وليد باكداده

متقلبات سياسية ، و محطات كثيرة مر بها هؤلاء .. رسمت شخصياتهم و صنعت منهم وعيا أدرك كل شيء إلا هذا الواقع المؤلم اليوم الذي لم يكن في حسبان الكثير منهم …

 

محمد يسلم البرعي أو كما يطلق عليه ( سندباد التعليق الرياضي ) ما زال إدراكه عالقا في إحدى رحلاته السندبادية ربما .. يختلس منها برهة إلينا ليعود مسرعا إلى ذلك العالم الذي احس معه ربما بالأمان هربا من جحود الكثير هنا ، الا من محبيه أو محبي ذلك الزمن رغم مساوئه ، و ما عسانا نقول عن إهمال كوادرنا و أساتذتنا و معلمينا – و هم كثر – و قد تخطت حاجز الاساءه .

 

كم هم المغادرون و المغيبون و كم هم اليوم الذين تدثروا العزة و الكبرياء أو لنقل ترفعوا عن طلب رد الجميل الذي كان لابد أن يأتيهم اليوم طوعا و مغلفا بالوفاء ، تقديرا لذاكرتنا التي أخذت اليوم تترنح بين إدراكين ، إدراك ماقدموه و إدراك ما يلاقوه و بينهما لابد أن يدرك الجميع أنها سلف و دين …

 

قد يكون الاستاذ البرعي اليوم هو نموذج حديثنا ، لكن هناك الكثير من الشخصيات و الهامات الوطنية الثقافية و السياسية و الإعلامية و الأكاديمية و الكوادر التي تحس الان أنها خارج اللعبه أو في مربع التهميش …

 

مربعات تنقل بينها البرعي بصوته و هو يصدح عبر أثير إذاعة عدن الغراء – المغلقة اليوم – مذيعا أخباريا ( العاشرة في عدن السابعة بتوقيت جرينتش اهلا بكم إلى نشرة الأخبار … ، ثم أنباء و تقارير ) أو معلقا رياضية ناقلا صورة ذهنية و راسما لها .. ( عشاق الرياضة اهلا بكم يلعب الفريق …. في المربع 1,2,3,4 يمين المقصورة الرئيسه و الفريق …. في المربعات 5,6,7,8 يسار المقصورة … الله الله الله جووووول ) ربما ترك اليوم في مربع الإهمال و دون أن يسجل هدفا كتلك الأهداف التي مازال يسجلها الكثير هنا و هناك في الداخل و الخارج … أو متنقلا نهاية الأسبوع في المجلة الرياضية ( مجلة الشباب و الرياضة ) عبر التقارير الرياضية و شبكة المراسلين من مختلف المحافظات .. و قد تاه اليوم بذاكرته في شباك العبث الحاصل بعدما تقطعت خيوط المصالح التي كانت تربط الكثير منهم به و قد تناسوه كما تناسى الوطن اليوم ابنائه أو لنقل غفل عنهم ، و هم كثر …

 

قتل بطيئ يمارس و معه يتنفس الكثير منا ألما .. مرضا .. وحدة .. معاناة بعد مسيرة كبيرة من العطاء و عبر محطات كثيرة … يصلون اليوم إلى آخر محطاتهم و يخشون أن يقرأوا هناك .. هروبا حتى من كلمه شكرا .. ( من طلب منك ذلك ) أو ( لماذا لم تعمل حسابك ) و لسان حالهم يقول : ( ما حسبت قومي يتركوني ) …

 

يبقى السؤال موجه لوزير كل وزاره ماذا عمل ، ام اكتفى بصرف الهبات على مريديه ؟! .. و هل ستحافظ المحافظة على قيمة ابنائها و كوادرها و أعلامها و حقوقهم ؟! أم أن النقابات القديمة و الوليدة أمام مشهد اليوم يثبت ايهما الأجدر بالثقة أم نضرب اخماسا في اسداس …