عملية إرهابية غاشمة تستهدف العاصمة عدن مجددا، تحمل معها بُعدا سياسيا وأمنيا، لضرب أمن واستقرار الجنوب بشكل مباشر، وينكشف معها في كل مرة حجم المؤامرة التي تحاك ضد العاصمة وأجهزتها الأمنية، التي نجحت خلال السبع سنوات، باجتثاث الإرهاب وأبرز امراءه ودكت أهم معاقله، وأنهت بسواعد رجال الامن مساعِ التنظيمات من إعلان ولاياتهم الإرهابية على تراب ارض الجنوب.

عودة مسلسل الاستهدافات وجرائم الاغتيالات، وتحركات التنظيمات الإرهابية وحشد عناصرها على تخوم الجنوب، تكشف سعي التنظيمات ومحاولاتها المستميتة لاستهداف ثم اسقاط العاصمة عدن، الامر الذي يعتبره الجنوبيون ثمناً لإزاحة جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر، من المشهدين السياسي والعسكري، كما بيّنت تلك العمليات أيضا حجم التنسيق بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي، بشكل مباشر وعلني، وهو الأمر الذي سبق وتحدثت حوله مصادر استخباراتية أفادت بتوثيق تحركات عناصر الإرهاب وسعيها لعمليات استهدافية قادمة في جميع محافظات الجنوب، وذلك عقب جريمة تهريب أبرز قيادات التنظيم من سجون المليشيات الإخوان والحوثي.

القوات المسلحة الجنوبية تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من إحباط أكبر المخططات الإرهابية، فبسالة قيادة وأفراد قوات العاصفة والحزام الأمني ومكافحة الإرهاب والنخبتين الشبوانية والحضرمية، قضت على تسعة من أبرز قيادات وعناصر تنظيم القاعدة، إلا أن المرحلة المفصلية التي يمر بها الجنوب اليوم، تتحتم مزيد من اليقظة والاستعداد والتأهب، ورفع درجة الجاهزية القصوى لصد خطر الإرهاب الذي يحوم مُجددا ومهددا لأمن واستقرار العاصمة والجنوب.