يبدو أن الأمم المتحدة فطنت أخيرًا إلى الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية لمسار الهدنة الأممية المعلنة من بداية أبريل الماضي، وهو ما قاد المبعوث الأممي هانز جروندبرج، لزيارة العاصمة عدن الدولي.

الزيارة وفق مراقبين يستهدف منها المبعوث الأممي، محاولة المحافظة على صمود الهدنة وذلك في ظل حالة الغضب المتصاعدة بشدة من جرّاء زيادة حجم الخروقات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية للهدنة بهدف إفشالها، وتداعيات ذلك من إجراءات يمكن أن يتخذها مجلس القيادة الرئاسي.

وعلى الأرجح، فإنّ المبعوث الأممي يحاول الحصول على تأكيد من المجلس الرئاسي بأنه سيظل ملتزمًا بمسار الهدنة الأممية وذلك تخوفًا من سيناريو الصدام العسكري الذي يبعثر التطلعات الأممية الساعية للتوصل إلى حل سياسي.

وقالت العديد من التقارير إنّ المبعوث الأممي أجرى عدة لقاءات في العاصمة عدن وقبلها في العاصمة السعودية الرياض، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تثبيت الهدنة ووقف شامل لإطلاق النار.

وفي هذا الصدد، قال مجلس التعاون الخليجي إنّ الأمين العام للمجلس نايف الحجرف التقى هانس جروندبرج في الرياض، للتباحث بشأن جهود إنهاء الصراع، حيث أكّد الحجرف دعم مجلس التعاون لكافة الجهود الهادفة لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن وتحقيق التنمية والسلم.

في الإطار نفسه، التقى جروندبرج السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر؛ لمناقشة الجهود المشتركة لإنجاح الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل.

الحراك السياسي الذي يُقوده المبعوث الأممي في هذا الصدد إنما يُمثّل محاولة لترميم جدار الهدنة الهشة وذلك في ظل تمادي المليشيات الحوثية في ارتكاب الخروقات، فيما تسعى الأمم المتحدة أن تكون هذه الهدنة باكورة مرحلة جديدة من العملية السياسية التي توقف إطلاق النار وتخمد لهيب الحرب.