تقرير: علي عسكر       

بلا ضجيج ولا ادعاء ولا استعراض ها هي ضالع الصمود تكتب وتخلد تاريخها في سجلات العزة والكرامة، والذود عن حياض الجنوب بملاحم بطولية، وبشموخ يأبى الانكسار وتضحيات غير مسبوقة في أي ثورة أو حركة نضالية حتى اليوم فعلى أسوار هذه المحافظة تحطمت أطماع الغزاة وقوى الإرهاب، وبددت كل أحلامهم وأحرقت كل من حاول الاقتراب من حدودها، ولقنتهم ولا زالت دروساً لن ينسوها في النضال وحب الوطن والدفاع عنه، بل وستُحكى للأجيال القادمة عن عظماء كتبوا تاريخهم في أنصع الصفحات.

سيكتب التاريخ إن الضالع لم ولن تبخل يوما على الوطن، وقدمت وما زالت في سبيله خيرة ما تملك، ولسان حالها هنيئا لك أيها الوطن وهنيئا لك أيتها الحرية اختاري ما شئتِ من بين صفوفنا، خذي الأجمل من شبابنا، الأشجع من رجالنا، الأحكم من شيوخنا، فنحن شعب لا يبخل على الحرية، وقد خبّرنا الزمن في كل منعطفات التاريخ، وتؤكد اليوم أنها لاتزال معطاءة، تُرسل خيرة أبطالها ليحتلوا مكانهم في الصف الأول لقافلة الشهداء الميامين في معركة الذود عن الوطن وحريته واستقلاله.

 

ضالع الصمود لا مكان للغدر ولا الخيانات في صفوفها، ولايوجد في قاموسها سوا لغة النصر، وإن لم يكن فيها إلا آل الشوبجي، لكفاها فخرا، فلم يذكر التاريخ أن رجلا قدم ثلاثة من فلذات كبده الواحد بعد الآخر ليلحق بهم شهيداً ثم يلحقه أبنه الرابع شهيد أيضا في معارك الدفاع عن الوطن، بإراداتهم واختيارهم، في مشهدٍ لا نظير له في كل الثورات والانتفاضات لينضمّوا الى قافلة كبيرة من القادة الميامين والشباب الأبطال الذين رووا تراب الجنوب بدمائهم الزكية، ليغمض عليهم كل فرد من شعب الجنوب عينيه، ويضعهم في أعماق وجدانه، لتُسجَل أسمائهم في سجل الخالدين بأحرف من نور، وتبقى الضالع والجنوب شامخة رافعة الجبين ولا نامت أعين الجبناء.