شبوة: محضار المعلم
27-9-2025
رصدنا تغريدة لنائب الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة الأستاذ سالم الشكلية يتحدث فيها عن محافظة شبوة والمحطات التاريخية التي مرت بها المحافظة من طمس لهويتها وحقوقها في التنمية والأنشطة الثقافية والتنموية، وإليكم ما جاء في التغريدة:
لقد مرت شبوة بحقبة زمنية عصيبة، عانت خلالها الكثير من الحرمان والتهميش، وتعرضت لطمس ممنهج لكل معالمها الثقافية والتاريخية، بل وحتى لعاداتها الأصيلة المعروفة: من نخوة وكرم، وشجاعة وصدق، إلى حماية الملهوف، والإحسان إلى الجار.
فعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، خضعت شبوة لاحتلال سعى عمدًا إلى تشويه صورتها، فرسمها على أنها غابة يأكل القوي فيها الضعيف، وصوّر أبناءها على أنهم شعب متخلف لا يُجيد سوى لغة القتل.
ولم يكتفِ بذلك، بل زرع بين أبنائها الثارات، وأشعل الفتن بين القبائل، وحرص على تسليح جميع الأطراف لتغذية الصراع.
كان الهدف واضحًا: اقتلاع القيم، وتفريغ المجتمع من عاداته الحميدة وأصالته المتجذرة.
لكن، وبرغم كل ذلك، لم تمت الجذوة في صدور أهل شبوة.
فقد نهضت من تحت الركام، واستعادت شيئًا فشيئًا هويتها وثقافتها، حتى شهدنا التحول الكبير: من ثقافة الغاب التي فُرضت عليها، إلى ثقافة معرض الكتاب التي اختارتها بإرادتها.
لقد أصبحت شبوة اليوم تحتضن فعاليات ثقافية نوعية، وتقيم معارض للكتاب، وترحب بالكتّاب والمفكرين، وتعيد الاعتبار للكلمة والمعرفة، ولروح الإنسان التي حاولوا طمسها. إنها بداية استعادة الوعي، وتأكيد أن شبوة ليست غابة، بل أرض حضارة، وناس يحبون الحياة، ويعرفون طريق النور مهما طال الظلام.
سالم الشكلية القميشي
نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي شبوة
27 سبتمبر 2025
تعليقات الزوار ( 0 )