أظهر التحالف العربي، حُسن نواياه على حرصه لتحقيق السلام ووضع حد لأمد الحرب، إذ قرر تعليق عملياته العسكرية في اليمن، في محاولة لإفساح المجال أمام نجاح مشاورات الرياض.

وقررت قيادة القوات المشتركة للتحالف، وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني، اعتبارا من الساعة 6 من صباح الأربعاء.

 

الناطق باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، قال إن هذا القرار جاء استجابة للدعوة المقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية تزامناً مع انطلاق المشاورات، وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار.

 

المتحدث أضاف أن التحالف حريص على دعم الجهود والمساعي الداعمة للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة، وتحقيق الأمن والاستقرار، وذلك في سياق المبادرات والجهود الدولية برعاية المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة والوصول إلى حل سياسي شامل.

 

عسكريًّا، أكّد العميد المالكي أنّ قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كافة الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة.

 

بيان التحالف جاء في توقيت مهم، إذ سبق انطلاق جلسات مشاورات الرياض بعد الانتهاء من الخطوات الإجرائية، ومن ثم كان من المهم أن يبرهن التحالف على حُسن نواياه وحرصه على وقف الحرب وإتاحة الفرصة أمام إحلال السلام.

 

التحالف من خلال هذه الخطوة، يغلق الباب أمام المليشيات الحوثية من أن تتحجج بالعمليات العسكرية وتضعها كمبرر وهمي لإفشال أي جهود يتم بذلها دفعًا نحو عملية سياسية تتضمن تسوية شاملة.

 

مشاورات الرياض تُمثّل فرصة قد تكون أخيرة أمام المليشيات الحوثية للقفز من السفينة التي تقودها إلى الهاوية، فأغلب الترجيحات تشير إلى أنّ ما بعد مشاورات الرياض لن يكون كما قبلها، ولعلّ هذا ما يُفسّر حجم الاهتمام الذي يُوليه التحالف لهذا المسار وحرصه على إنجاحه.

 

إصرار الحوثيين على التصعيد العسكري بعدما أغلق التحالف الباب أمام حجة تتذرع بها، سيكون الرد عليه بعمليات موسعة سينخرط فيها التحالف للجم المليشيات الإرهابية، كما أن الأمر سيشكل صناعة جديدة لنوع مختلف من التعامل الدولي مع الحرب لا سيّما أن التهديدات الحوثية للاستقرار أصبحت ذات أبعاد دولية.