كتب/ علي عسكر الشعيبي

رداً على خالد الرويشان..

كفى تزلفاً أيها المثقف اليماني، خالد الرويشان فـ “الضالع” ليست قُرص عسلٍ لأحد، بل هي قُرص نارٍ يشتعل تحت أقدام الطامعين، وقلبها ليس فوّارا بالعاطفة كما تظن، بل فوّارا بالغضب المقدّس الذي لا يهدأ حتى ينتصر.

لا تستدرج الضالع بغزلك المعسول، ولا تُخفِ سمّ النوايا خلف شهد الكلمات.

فنحن نعرف الضالع كما لم تعرفها، أذاقتكم عسلها حمماً في 2015، ورأيتُم كيف سال من جبالها اللهبُ لا الندى، وكيف غسلت بندقيتها قلوبكم من أحلام السيطرة والاحتلال.

أتحسب أن “الضالع” و”سناح” و”جحاف” و”الأزارق” و”الشعيب” و”الحصين” و “زُبيد” و “ردفان” لوحات على طريق؟! لا.. بل هي أسماء كُتبت بالدم، وسُقيت بالتضحيات، وما كانت لتمنح أحداً شرف التسمية أو الانتماء ما لم يُقدِّم لها ثمن ذلك من كبده وروحه.

تقول إن الضالع سميت بأسماء قرى اليمن؟ لا يا صديقي، الضالع ليست ابنة التكرار، بل هي الأُم التي أنجبت الثائر والمثقف والمقاتل والكاتب، وهي لم تسمِّ بل لقّنت، ولم تحتوِ بل ألهبت.

تغازل صوت فناننا الرائع سالم عبدالقوي، فلتعلم أن الضالع لا تصنع فناناً فقط، بل تصنع أيضاً قائدا ومقاتلاً وشهيداً، وتعرف متى تصدح بالأغاني ومتى تدوي بالبندقية.

صوت الضالع لا يُطرب من خذلها، ولا يُطرب من أذاقها الويل ثم جاء يبيع عليها كلام العاطفة.

الضالع ليست ذاكرةً لزائر، بل جبهةٌ لحارس، ومحرقةٌ لكل معتدٍ.

فيها العسل، نعم، لكن إن اقتربتَ بنية سيئة، سقتك سُمّه.

فيها الأسماء، نعم، لكن ليست لاستعراضها بل لاستدعائها ساعة الحرب والنزال.

وفيها الرجال، نعم، رجالٌ ما باعوا وما خضعوا، وما نسوا من أوجعهم، ولن ينسوا من جرحهم.

فدع عنك الغزل، فالضالع لا تُغازل، بل تقاتل، ولا تُشكر، ولا تُستعطف، بل تُهاب، فأنت وكل منظومتك السياسية كنتم وما زلتم الوجه القبيح للنهب والخذلان.

والضالع التي تكتبها اليوم، تكتبك غداً في دفاتر الخيانة، فلا تفرح كثيراً بالكلمات، فما عادت تُسكّن جراحنا ولم نعد نصدق هراءكم، بل لربما صمتكم أفضل، لنا ولكم.