محمد علي بامسلم.. من ميفعة إلى قاعة البرلمان، سيرة وطنية لا تُنسى

جمال شنيتر

صورة متداولة للفقيد محمد علي بامسلم على الفيسبوك نشرها الليلة الاستاذ طيب القلب والمثقف والمستشار ناصر حسين البعسي، الذي أوجه له الشكر على تذكيرنا بواحد من كوادر هذه المحافظة ، لاسيما وأن الشهر الماضي صادف مرور 20 عاما على رحيله ، وليسمح لي الاستاذ ناصر أن ادلي بدلوي بالحديث عن الفقيد خاصة أن الصورة المنشورة لم ترفق باي معلومات عن الفقيد .

الحقيقة أن الفقيد محمد علي بامسلم كان أحد الشخصيات الوطنية التي سجلت اسمها في سجل الرجال الخالدين في محافظة شبوة والجنوب بغض النظر من الاتفاق معه أو الاختلاف في مسيرة حياته الطويلة الغزيرة بالمواقف المختلفة كان أبرزها الجدل والصرامة التي تحلى بها ، لكنها تم تخلو من المواقف الإنسانية العديدة للرجل.

بامسلم ابن مديرية ميفعة الحوطة حي الشعب ، سكن بعض سنوات من عمره أواسط سبعينيات القرن الماضي في ميفعة البلاد العاصمة السابقة لمديرية ميفعة قبل أن تنتقل العاصمة إلى جول الريدة في الثمانينيات، وكان سكنه بالظبط في الدار المجاور لتعاونية اكتوبر الزراعية ومدرسة ميفعة البلاد وقريب من بيت سالم كرامة ابو رياض الله يرحمه وعمي احمد شنيتر. الله يرحمه ، وذات الدار الذي سكن فيه بامسلم سكن فيه لاحقا العم الفقيد محمد عبدالرب العوادي الله يرحمه إلى بداية الثمانينيات.

كان بامسلم من القادة الذين ارتفع صيتهم في دولة الجنوب السابقة، وتقلد وتدرج في عدد من المناصب الهامة في محافظة شبوة من ضمنها سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي بالمحافظة وعضو اللجنة المركزية قبيل احداث يناير ، وكان السكرتير الاول للحزب حينها الاستاذ عبدالله ناصر رشيد النعماني اطال الله في عمره ، وبعد احداث 86 كان بامسلم من المحسوبين على تيار الزمرة في ظل الانقسام الذي شهده الحزب، فنزح الفقيد إلى صنعاء ضمن اعداد كبيرة من أبناء المحافظة، وعين بدلا عنه سكرتير ثاني الحزب بالمحافظة الاستاذ سهيل يسلم محمد، ولاحقا في عهد الوحدة تم انتخاب بامسلم عضوا في مجلس النواب عن الحزب الاشتراكي دائرة عتق في انتخابات 1993، وبعد نهاية فترة المجلس النيابية عين وكيلا لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في صنعاء ملتحقا بالمؤتمر الشعبي العام كعضو في اللجنة الدائمة.

بعد رحلة طويلة من الكفاح والسياسة والحلو والمر من ميفعة إلى عتق وعدن وصنعاء رحل محمد علي بامسلم في 18 ابريل 2005 ، رحمة الله تغشاه ،كان شخصية سياسية واجتماعية فذة، تعرض لبعض المضايقات والمواقف الصعبة لكنه كان عنيدا وشجاعا حتى آخر لحظة من حياته، دعواتكم له بالرحمة والمغفرة.

الصورة للفقيد متصدرا إحدى جلسات مجلس النواب في صنعاء

جمال شنيتر

الاربعاء 11مايو 2025