أعادت المشاركة الإماراتية في تمويل مشروعات عدن التنموية، زخم الحديث عن الدور الإغاثي الذي سطّرته دولة الإمارات في دعم الجنوب على مدار السنوات الماضية، ضمن سياسات راسخة من الإنسانية الملهمة.

محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس دشّن 14 مشروعًا في المياه والصرف الصحي بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أكّد الاستمرار في تدشين مشروعات البنية التحتية التي دمرتها الحرب والمشروعات التي انتهى عمرها الافتراضي.

تهدف المشروعات الـ14 إلى معالجة كثير من الإشكاليات التي تواجه المياه والصرف الصحي، وذلك وفق اختيار ودراسة وأولويات المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي.

المشروعات التي تم إطلاقها تتنوع بين ثلاثة مشروعات تأهيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الحسوة كابوتا، وثلاثة مشروعات إنشاء تنفيذ خط رئيسي ناقل للمياه من محطة إعادة الضخ البرزخ الى خزان التوزيع باب عدن، وثلاثة مشروعات إنشاء تنفيذ خط تموين مدينة كريتر، إضافة إلى توريد معدات وقطع غيار وغطاسات ومضخات وشراء حفار.

وبنظرة أكثر تفصيلًا، فإن مشروع تأهيل محطة المعالجة مياه صرف صحي بالحسوة يهدف لمعالجة الأضرار البئية جراء تراكم المخلفات من خلال رفع كفاءة المحطة وإعادة تشغيل الأحواض بالسعة الاستيعابية المصمم لها وبما يضمن استمرار عملية تدفق المياه عبر المصرف النهائي بشكلٍ طبيعي

ومشروع إنشاء خط ناقل للمياه من محطة إعادة الضخ البرزخ إلى خزان التوزيع باب عدن، يحمل أهمية كبيرة باعتبار أن الخط الناقل الحالي من أقدم الخطوط ويعود تاريخ إنشائه لخمسينات القرن الماضي ويعاني من تهالك كبير في أجزائه، فيما يهدف الخط النقال الإضافي الجديد إلى ضمان استمرار تموين خزان باب عدن وزيادة كميات المياه التي تغذي مديريات صيرة والمعلا والتواهي.

من بين المشروعات أيضًا، إنشاء خط تنوين لمديرية صيرة بطول ألفي متر، حيث يعتبر الخط الحالي من أقدم مكونات الشبكة ويعاني من تهالك كبير ويصعب صيانته لعدم توفر التوصيلات الخاصة به، ويهدف الخط الجديد لتحديث الشبكة وزيادة استقرار تموين المدينة بالمياه.

يُضاف إلى ذلك مشروع توريد محولات كهربائية إلى حقول المياه بعد إعطاب السابقة، حيث ستوفر المحولات الجديدة انتظامًا في الطاقة الكهربائية والحد من استخدام مولدات الديزل الإسعافية التي تكلف السلطات المحلية أعباء كبيرة لتغطية نفقات الوقود شهريًّا.

أحد الأعمال التي سيتم إنجازها كذلك هي مضخات الصرف الصحي، حيث تعتبر مضخة الرفع الرئيسية بخورمكسر من أهم المضخات كونها تستقبل مياه الصرف الصحي من 28 مضخة فرعية، ويهدف لتوريد وتركيب مضختين رفع جافة لإعادة تشغيل المضخة من جديد وتوجيه مياه بالصرف الصحي الى احواض المعالجة المخصصة وإنهاء علمية التصريف الحالية باتجاه البحر.

هذه المشروعات يرى متخصصون أنها ستقود إلى إحداث نقلة نوعية شاملة في مسار البنية التحتية لمنظومة الصرف الصحي في العاصمة عدن، بما يخفف عن كاهل المواطنين الكثير من الأعباء التي صنعتها ما تُعرف بالشرعية على مدار الفترات الماضية.

الجانب اللافت في هذه الجهود التنموية التي يشهدها الجنوب تعكس في الوقت نفسه، حجم الحضور الإماراتي الإغاثي في الجنوب، وهو حضور يحظى بتقديم من الجميع، كونه يردع أي محاولات لتشويه الدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات في إطار دعم الأعمال الإغاثية في الجنوب، وهو ما جعل من أبوظبي رقمًا صعبًا في إطار أي مساعٍ لاستهداف الجنوب.

تجديد دولة الإمارات لحضورها الإنساني في الجنوب يحمل رسالة بأنها تتجاهل أي افتراءات تتعرض لها أذرعها الخيرية من قِبل خصوم الجنوب والمنخرطين في خدمة تنظيم الإخوان، أحد أذرع محور الشر القطري التركي الذي يعادي الجنوب على الدوام.

وتحمل العودة الإغاثية الإماراتية للعاصمة عدن بداية مشرقة لحقبة تنموية تُقدِم عليها العاصمة لتلفظ أي محاولات مشبوهة لاستمرار حالة الفوضى المعيشية والخدمية التي تعاني منها عدن، من جرّاء الحرب الشاملة التي يتعرض لها الجنوب منذ فترة طويلة، لكن المشروعات التي تنفّذها دولة الإمارات جاءت لتمنح بادرة الحياة الكريمة التي ينشدها الجنوبيون.