في توقيت لا يبدو أنه مصادفة، أعلنت شركة الغاز اعتماد كمية إضافية من الغاز المنزلي إلى الحصص الرسمية المخصصة للعاصمة عدن، بالتزامن مع زيارة أنجيلنا جولي سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة للعاصمة.

وسائل إعلام تابعة للشرعية الإخوانية تناقلت بشكل مكثف تصريح منسوب لأحد قيادات الشركة يقول إنه تم اعتماد 25 طنًا من الغاز الطبيعي للعاصمة عدن توزع يوميًّا.

يأتي ذلك بعد معاناة استمرت طويلًا على مدار الفترات الماضية للمواطنين الجنوبيين من جرّاء النقص المتعمد والمريب للغاز الطبيعي في كل محافظات الجنوب تقريبًا، كجزء رئيس من حرب خدمات تشنها الشرعية على الجنوب.

حرب إنقاص الغاز في الجنوب بما في ذلك في العاصمة عدن هي في الأساس حرب غير مبررة، لا سيّما أنّ الشرعية الإخوانية تعمل على السطو على الثروة النفطية الجنوبية وتهريبها إلى مناطق سيطرة المليشيات الحوثية.

وخلفت هذه الجرائم الإخوانية نقصًا حادًا في كميات الغاز المنزلي في أرجاء الجنوب، وإتاحة كميات محدودة للغاية وبأسعار ضخمة في وقت يعاني المواطنون من فقر مدقع من جرّاء وقف صرف المرتبات وانهيار الاقتصاد.

أمام هذا الواقع، فإنّ إقدام الشرعية على الإعلان عن الدفع بكميات من الغاز الطبيعي صوب الجنوب ما هو إلا غسل سمعتها من شن حرب خدمات غاشمة على الجنوب، لا سيّما مع زيارة جولي للعاصمة والتقائها بالمواطنين الذين عبروا عن معاناتهم ومن المؤكّد أنهم اتهموا الشرعية الإخوانية بتحمل مسؤولية هذه المعاناة.

تتخوف الشرعية من أن يتفاقم حجم الغضب ضدها من جرّاء تسبُّبها بشكل رئيسي ومباشر في تأزيم الوضع المعيشي أمام الجنوبيين، ولذا أطلقت شحنة من الغاز المنزلي في هذا التوقيت للتصوير بأنها تعمل على تلبية احتياجات المواطنين.

ولا يبدو أن الشرعية ستكون مهتمة بوصول الشحنات للمواطنين بشكل جاد وحقيقي، بينما الأمر الرئيسي الذي ترغب فيه هو إحداث “برورجندا” حول جهودها المزعومة والوهمية لتلبية احتياجات المواطنين في الجنوب.

ويبدو أنّ الشرعية تتخوف بشدة من تحركات المجلس الانتقالي الذي أشار المتحدث باسمه علي الكثيري إلى أنه تم طرح ملف حرب الخدمات والتجويع على التحالف العربي وسفراء الدول الخمس الكبرى، ومن ثم تحاول الشرعية تفادي مرحلة من الضغوط التي قد تتعرض لها لتضييق الخناق على مشروعها المعادي للجنوب.