“تحرير وادي حضرموت من مليشيا الشرعية الإخوانية، وتغيير المحافظين، ومديري الأمن في بقية محافظات الجنوب أسوة بالعاصمة عدن ومحافظة شبوة”.. تصريح شديد الأهمية أدلى بها علي الكثيري عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي والمتحدث باسم المجلس.

التصريح جاء خلال مشاركته في اجتماع موسع مع الهيئة التنفيذية للمجلس في حضرموت وممثلي الجمعية الوطنية بالمحافظة.

تصريح الكثيري يعبر عن الاستراتيجية التي يتبعها المجلس الانتقالي، والتي تخدم جميعها مسار القضية الجنوبية، باعتبار حضرموت جزءٌ رئيسٌ من الجنوب وهويته ودولته وهو ما يتلف مساعي إخوانية تحاول بشتى السبل نزع الهوية الجنوبية من حضرموت.

أهداف المجلس الانتقالي واضحة وتقوم تحرير حضرموت سياسيًّا وأمنيًّا وخدميًّا، وهذا معناه الضغط نحو إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت كأولوية أولى، لحفظ الأمن في المحافظة بشكل كامل، وتعيين قيادات تتحلى بالكفاءة.

أولويات الجنوب تدفع نحو مرحلة جديدة من الضغط السياسي الذي سيشكله المجلس الانتقالي، وهو ما أكّده الكثيري بالفعل عندما أعلن أنه تم طرح الملف على التحالف العربي وسفراء الدول الخمس الكبرى.

انخراط المجلس الانتقالي في تنفيذ هذه المهام في حضرموت على وجه التحديد هي بمثابة رد واضح وصريح على المساعي التي تثيرها الشرعية بين حين وآخر، والتي تقوم على محاولة صناعة مكونات مشبوهة في الجنوب لإثارة مفاهيم ومصطلحات سياسية معادية للجنوب.

وقد نال محور حضرموت وشبوة والمهرة على وجه التحديد حصة كبيرة من هذا الاستهداف الإخواني وهذا راجع إلى المساعي الإخوانية لضمان الانقضاض على نفط الجنوب وسرقته، إذ سعت الشرعية لإثارة دعوات نحو عزلها عن الجنوب وإخراجها عن مسار قضيته.

إقدام الشرعية على هذا الاستهداف مرتبط بأنها تحاول بشتى الطرق شق الصف الجنوبي، وهو أمرٌ غير بالجديد فلطالما أطلق الإخوان ما يعرف بمشروع الأقاليم الستة الذي يعتمد على أربعة أقاليم في اليمن وإقليمين في الجنوب، على أن يكون محور شبوة والمهرة وحضرموت خاضع لحزب الإصلاح.

إزاء ذلك، فإن التحركات الجنوبية وهي تمضي في وتيرة متسارعة في حضرموت على وجه التحديد، فإن المحافظة على هويتها الجنوبية تظل الخطوة الأهم في إطار حمايتها من الاستهداف الإخواني المشبوه.