قناة الجزيرة القطرية بوق لدعم الإرهاب في المنطقةقناة الجزيرة القطرية بوق لدعم الإرهاب في المنطقة
افتراءات وأكاذيب وسقطات مهنية بالجملة تضمنها برنامج تزييف الحقائق في قناة “الجزيرة” المعروف باسم “ما خفي أعظم”.
السقطات المهنية والأكاذيب التي تضمنتها آخر حلقات البرنامج الذي تم بثه، مساء الأحد الماضي، تحت اسم “شركة التجسس” واستهدفت السعودية والإمارات، تأتي ضمن حملة قطرية لإفشال جهود المصالحة الخليجية.
وتصاعدت وتيرة تلك الحملة منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري عن مباحثات “مثمرة” في إطار المصالحة الخليجية، وهو ما يعني أنها تستهدف بشكل واضح إفشال جهود الكويت، وعرقلة سبل الوصول لحل للأزمة.
هوية الضيف.. والمهنية الغائبة
واستند برنامج “ما خفي أعظم” على شهادة شخص يدعى ” Bill Marczak” قدمه على إنه خبير في مختبر “سيتزن لاب” بكندا.
القناة التي تدعي المهنية، وضيفها الخبير، لم يذكر أيا منهما أن الشخص نفسه هو عضو مؤسس في منظمة تدعى “بحرين ووتش” التابعة للمعارضة البحرينية الممولة من قطر وإيران، وأن الضيف نفسه يحمل موقف معاد لدول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين مصر)، وسبق أن هاجمهم في برامج على قناة الجزيرة نفسها على مدار السنوات الماضية.
ما يعني أن الضيف الرئيسي التي بنت عليه القناة اتهاماتها المزعومة، وقدمته للمشاهدين بوصفه خبيرا، مشكوك في شهادته لموقفه المسبق المعادي لدول الرباعي العربي.
أيضا فإن نص شهادة الضيف نفسه حول الاختراقات المزعومة لهواتف صحفيي الجزيرة، وحسب ما تم بثه على القناة لم تكن قطعية، فيقول في شهادته أنه “من المحتمل” أن تكون السعودية من فعلت ذلك، و”ربما” الإمارات هي من فعلت ذلك.
جواسيس “ما خفي أعظم”
وإذا كانت القناة تود حقيقة الحديث عن التجسس والجواسيس، فالأمر لا يحتاج فبركات الجزيرة، وموسيقاها التصويرية، والصوت الرخيم لمذيعها تامر المسحال، للإيحاء بالكشف عن أمر عظيم في حين أن النتيجة لا شئ حقيقي.
فالكذب والتآمر وإثارة الفتنة والتجسس ودعم الإرهاب ليست مجرد اتهامات مرسلة موجهة لقناة “الجزيرة” بل هي حقائق مثبتة بالأدلة والبراهين، وبموجب أحكام قضائية، وبشهادات عدد من المسؤولين ورجال الدين الثقات الذين تعاملوا مع القناة ، بل وبتأكيدات عدد من العاملين في القناة أنفسهم.
وسبق أن استعان البرنامج نفسه بجواسيس وقدمهم للمشاهدين بصفات غير صفاتهم، وهذا ليس بجديد عليه.
وكان “ما خفي أعظم” قد بث في يوليو / تموز 2019 شهادة شخص قدمه على إنه ضابط بحريني سابق يحمل اسم ياسر الجلاهمة، في إطار حلقة خصصها للهجوم على البحرين.
ولم تكشف “الجزيرة” في برنامجها إن الجلاهمة يحمل حاليا الجنسية القطرية، وأن اسمه كان من بين 12 عسكريا بحرينيا جنستهم قطر، حيث وردت أسماؤهم في وثيقة نشرت عام 2017، تدين قطر بعدم الالتزام بما سبق أن تعهدت به في اتفاق الرياض عام 2013 واتفاق الرياض التكميلي عام 2014، وهو ما يعني أن شهادته مشكوك في صحتها.
ورد الجيش البحريني كاشفا فبركات البرنامج، مؤكدا أن الضابط المزعوم أدين بتهمة التجسس لصالح قطر، وصادر ضده حكم بالإعدام وهارب من تنفيذه، كما سبق أن حكم عليه بالسجن 10 سنوات لهروبه من الجيش وفراره إلى قطر وتجنسه بجنسيتها، وصدر بحقه مذكرة من الإنتربول الدولي لملاحقته قضائيا.
وأكد الجيش البحريني في بيانه أن المعلومات التي أدلى بها المدعو ياسر الجلاهمة في هذا البرنامج معلومات مغلوطة وتزوير للحقيقة والواقع.
وأكد المتحدث الرسمي أن أسلوب برنامج قناة الجزيرة القطرية يحث على الكراهية ويثبت للعالم أن قطر تحتضن الإرهابيين وتدفع لهم الأموال لتشويه صورة البحرين سعيا منها إلى تقويض السلم الأهلي وشق الصف الوطني والخليجي.
أيضا البرنامج نفسه استخدمته قطر لتزييف التاريخ ومحاولة “محو حقائق” انقلاب أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني على أبيه، ومحاولة غسل سمعتها وتاريخها المليء بالمؤامرات عبر محاولة الزج بأسماء الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في محاولة الانقلاب المزعومة عام ١٩٩٦، التي دبّرها “حمد” للتخلص من معارضي انقلابه على أبيه.
قطر وقضايا التجسس
وسبق أن كشف تحقيق نشره موقع “ميديا بارت” الفرنسي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عن قيام قطر بعمليات تجسس على أطراف عربية، عبر منظمات غير حكومية ممولة من الحكومة.
وحسب الموقع، فقد قدمت الدوحة ضباطا في الجيش مقربين من أمير قطر على أنهم أعضاء في المركز الدولي للأمن الرياضي القطري، الذي يعلن عن نفسه كمنظمة مستقلة تحارب الفساد والرشوة الرياضية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، تم اتهام قطر بتوظيف فريق سابق من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ومسؤولين سابقين في المخابرات العسكرية، للهجوم على ناشط سياسي أمريكي بارز، بعد أن أثار تساؤلات حول دعم الدوحة للإرهاب.
وتقدم الجمهوري، إليوت برودي، بتلك الدعوى مؤكدا أن الدوحة جندت مسؤولين سابقين في المخابرات الأمريكية، لتنفيذ عملية تجسس إلكترونية عام 2018 على خوادم بريده الإلكتروني الشخصي والتجاري، بعد أن اتهمها بتمويل الإرهاب، بحسب ما أفاد موقع “فري بيكون” المحلي.
كما رفع اتحاد كرة السلة الأمريكي، دعوى قضائية أمام المحكمة العليا لولاية نيويورك في 28 مايو/آيار الماضي، تتهم شركة المحاماة الأمريكية “كوين إيمانويل” بالعمل كجاسوس لمصلحة قطر.
وتعود جذور القضية إلى أبريل/نيسان 2018، عندما تم رفع دعوى قضائية ضد المستثمر القطري أحمد الرميحي بقيمة 1.2 مليار دولار من قبل اتحاد كرة السلة الأمريكي، الذي أسسه الممثل والفنان آيس كيوب وشريكه جيف كواتينيتز يتهمه فيها بالتخلي عن التزاماته وعدم دفع أموال تعهد بها بموجب عقد شراكة، ضمن مؤامرة قطرية للسيطرة على الاتحاد.
قصة الرميحي مع “بيج 3″، لم تكن مجرد التخلي عن التزامات مالية، بل كانت معقدة وتحمل أكثر من هدف، ففي الرياضة كانت الدوحة تعتزم ضخ أموال في دوري كرة السلة، من أجل زيادة نفوذها السياسي في الولايات المتحدة، وتعزيز قوتها الناعمة في تلك الدولة.
وحاولت لتحقيق هذا الهدف الاستيلاء على “بيج 3” تحديدا، لهدفين، أولها أن السلة الأمريكية تحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، والهدف الثاني أن جيف كواتينيتز أحد مؤسسي الاتحاد هو صديق لستيف بانون، أحد كبار مستشاري الرئيس ترامب آنذاك، وكان فرصة لاستغلال هذا الأمر.
أما أبرز قضايا التجسس التي صدرت فيها أحكاما نهائية، كانت في 28 يناير/كانون الثاني 2019، حين أيدت محكمة التمييز البحرينية، حكما بالسجن المؤبد (25 عاما) ضد علي سلمان، أمين عام جمعية الوفاق المنحلة، و2 من مساعديه بتهمة “التخابر مع قطر وإفشاء وتسليم أسرار دفاعية”.
السجل الأسود
ومنذ أن قطعت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع الدوحة، في 5 يونيو/حزيران عام 2017 بسبب دعمها للإرهاب، شنّت قناة “الجزيرة” وأتباعها من وسائل الإعلام القطرية أو الممولة منها، ومذيعوها عبر حساباتهم في “تويتر” حملات افتراءات وأكاذيب ممنهجة ومنظمة تستهدف الدول الأربع الرافضة لإرهاب قطر.
وفي الأسابيع الماضية، تم الكشف عن تسريبات جديدة تؤكد الإشراف المباشر على قناة “الجزيرة” من قبل أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم، المعروفين بـ”الحمدين”، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم.
وتكشف تلك التسريبات أيضا تفاصيل كثيرة حول تآمر حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بهدف “تقسيم السعودية إلى عدة دول”.
ومنذ تأسيسها، دعمت قناة “الجزيرة” الجماعات الإرهابية علنا واستضافت قادتها من أمثال أبومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا على شاشتها للترويج لأفكارهم.
كما أن مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يطمئن في مقابلاته وترويج تصريحاته وتهديداته، إلا لقناة “الجزيرة” القطرية.
وكشفت دراسة علمية تحليلية أجراها مركز القرار للدراسات الإعلامية (سعودي مستقل) نشرت مؤخرا فشل قناة “الجزيرة” في دعواتها التحريضية التي تستهدف المملكة أمام وعي السعوديين.
وأكدت اتجاهات الدراسة أن قناة الجزيرة تمثل إحدى أدوات التحريض والهدم في المنطقة العربية، وسلاحًا لقطر، تهاجم به كل من تختلف معه في السياسات، إضافة لكونها أداة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
وفي أحدث الضربات التي تلقتها “الجزيرة”، أمرت وزارة العدل الأمريكية في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي منصة “AJ ” التابعة لقناة الجزيرة، ومقرها الولايات المتحدة، بتسجيل نفسها “كوكيل للحكومة القطرية”.
وحذرت العدل الأمريكية من توظيف المنصة الممولة من الحكومة القطرية المقاطع التي تبثها للتأثير على التصورات الأمريكية، بما يتلاءم مع أهداف حكومة قطر.
واعتبر مراقبون أن تلك الخطوة تمثل صفعة قوية لقناة الفتنة القطرية والمنصات التابعة لها، تدحض المزاعم والأكاذيب بشأن استقلالها.
مطالب بإغلاق القناة
وعلى خلفية تلك السقطات المتتالية والجرائم المتعاقبة والمؤامرات المستمرة، طالب مغردون من عدة دول عربية من بينهم كتاب وشعراء وفنانون ودعاة وسياسيون، بإغلاق قناة الجزيرة “ذراع قطر لضرب الدول العربية ونشر الفوضى فيها”، واصفين إياها بأنها “عرش إبليس ومنبر لكل عميل ومرتزق وإرهابي”.
وسبق أن حذر الأمير بندر بن سلطان، أمين مجلس الأمن الوطني السعودي السابق، في لقاء مع قناة “العربية”، السعوديين والخليجيين من تلقي معلوماتهم من قناة “الجزيرة”.
وقال إن “الجزيرة قناة مسمومة رسالتها كاذبة وأهدافها حقد وخصوصا على دول الخليج وقادتها”.
وأشار إلى أن “الجزيرة تمثل قطر لكنها محطة إيرانية”.
كما سبق أن كشف الداعية السعودي الشيخ عائض القرني عن كيفية توظيف تنظيم “الحمدين” لقناة الجزيرة في مؤامراته ضد السعودية.
وبيّن أن “الجزيرة تدافع عن الحريات في العالم إلا في قطر، وتدعو إلى الديمقراطية إلا في قطر، وتدين الاستبداد إلا في قطر”.
القرني وصف قناة “الجزيرة” بأنها مثل “مسيلمة الكذاب”، وقال إنها تخدم 5 “نونات” وهما “طالبان، وطهران، وأردوغان، والإخوان، وحزب الشيطان”.
تعليقات الزوار ( 0 )