شبوة الآن

شبوة /جمال بن شنيتر

 

المواطن محمد سعيد بلعيد (قيقو) من ابناء مدينة جول الريدة مديرية ميفعة محافظة شبوة، انتقل الى رحمة الله هذا اليوم الخميس 24فبراير 2022م

بعد أن عاش بسيطا، وعانى ظروف معيشية صعبة من شظف العيش وكدح الكادحين، وظل سنوات يتابع إعادته للوظيفة العسكرية، بعد أن تم تسريحه منها بعد حرب 1994م.

قبل بضع سنوات اطلعني على ملفه العسكري ومحاولاته المتكررة لإعادة ترتيب وضعه ، ولأنه انسان بسيط ولا واسطة معه ولا ظهر ، لم يعيره أحد اهتماما.

عاش محمد على هامش الحياة كغيره من البسطاء في هذا البلد ، عانى قسوة الظروف المعيشية، و البحث عن وطن مفقود ، يعمل بالأجر اليومي احيانا ، وفي احيانا اخرى يذوق مرارة البطالة والفراغ، فرحل محمد مثل غيره من بسطاء هذا الوطن بعيدا عن عناوين الاخبار وتعازي الصحف .

فقد محمد ومثله الآلاف من المسحوقين قيمته كإنسان، وقيمة الوطن الذي يعيش من أجله ، فاي وطن هذا الذي يفتقر فيه الانسان للعدالة الاجتماعية والوظيفة والمعيشة السوية والحياة الكريمة، واي وطن هذا الذي تكون الغلبة للفاسدين واللصوص وقطاع الطرق والبلاطجة والمجرمين وأرباب الدعارة السياسية.

حتى الكتابة عن محمد سعيد بلعيد وأمثاله قد تكون غريبة في مثل هذا المقام ، فهو لم يكن يوما شيخا قبليا متنفذا و لا حاكما متسلطا ولا ثورجيا فاسدا ، ولا وزيرا مترفها، حتى تكتب له التعازي وقصائد الرثاء، فلهولاء وأمثالهم التقديس والتبجيل في حياتهم