تتوالى الأيام مرورًا بينما لا تزال النتيجة واحدة فيما يخص عملية حرض التي تقول الشرعية إنها تستهدف كبح الإرهاب الحوثي، بينما الوقائع على الأرض تشير إلى حقيقة مغايرة تمامًا، مفادها تحقيق “اللا شيئ”.

العملية التي تحدثت عنها الشرعية، تقترب من إتمام أسبوعها الثالث، دون أن تُحسم الأمر حتى الآن، ما أثار تساؤلات عما أقدمت الشرعية على إعلانه، وأثار كذلك تفسيرات بأن هدف الشرعية من هذه العملية لم يكن إلا استنزاف التحالف العربي لتحصل على دعم جديد لها.

منذ بداية إطلاق العملية، لم تكن هناك توقعات بنتائج كبيرة، وهذا يعود إلى أنّ العملية لن تسبقها إجراءات تطهير للشرعية الإخوانية وإزاحة القيادات والعناصر التي ثبت تورطها في صناعة الإرهاب على مدار السنوات الماضية.

فالمنطقة العسكرية الخامسة الواقعة في نطاق جبهة حرض، لم تتغير قيادتها الإخوانية، وبالتالي استمرت سياساتها العبثية والتآمرية لصالح المليشيات الحوثية، كما أن القوات التي تتحدث الشرعية عن أنها هي التي تشارك في العمليات المزعومة هي نفسها القوات التي توالي الإرهابي علي محسن الأحمر والتي لم تقدم أي شيء في إطار مكافحة الإرهاب الحوثي بل على العكس سلّمت الكثير من المواقع للمليشيات المدعومة من إيران.

في المقابل، لا تتوقف الشرعية على الأصعدة الرسمية والإعلامية والسياسية عن الترويج لما تزعم أنّها انتصارات تُحققها في جبهة حرض، وتنشر صورًا ولقطات من الجبهات لا يُعرف مصدرها ولا حقيقتها من الأساس، كما أن عددًا من مسؤوليها يعملون على التقاط هذه الصور ضمن سياسة صناعة الكذب الإخوانية.

يرى محللون أنّ إقدام الشرعية الإخوانية على إتباع هذه الآلية يعود إلى عدة أسباب، فمن جانب تسعى إلى استنزاف قدر جديد من الدعم الذي يُقدمه لها التحالف العربي تحت غطاء الحرب على المليشيات الحوثية، كما أنّها تحاول إحداث حالة من الزخم العسكري الوهمي للإدعاء بأنها تحارب المليشيات سعيًّا لتثبيت وجودها على الأرض بعد رصدها حالة من النفور التي زادت ضدها مؤخرًا.

ولا يبدو أنّ الشرعية ستنجح في هذا المخطط، فمنذ عدة أيام يتحدث موالون لها ومقربون من دوائر صنع القرار بها عن إعلان قريب لحسم معركة حرض، بيد أن الشرعية تجد نفسها معرضة لخسائر أكبر إذا ما أعلنت هذه “الكذبة”، وترى أن من مصلحتها الاستهداف في هذا الزخم العسكري بعدما وجدت حالة من تصاعد أسهم قوات العمالقة الجنوبية بعد جهودها الضخمة في كبح الإرهاب الحوثي.