سها البغدادي
فنزويلا دولة تقع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية ،سقطت فنزويلا تحت الإحتلال الأسبانى رغم مقاومة الشعوب الأصلية ولكنها أصبحت واحدة من أولى المستعمرات الأمريكية الأسبانية التي اعلنت عن الاستقلال 1921 والآن تعانى من الحصار الأمريكى .
●من هو السفير الفنزويلي ويلمر بارينتوس؟
أنا كنت رجل عسكري فى بلدي ووصلت لأعلى درجة فى الجيش وكنت رئيس التخطيط الاستراتيجى فى الجيش الفنزويلى ، ويعتبر هذا أعلى جهاز فى الجيش حيث إنه هو من يوجه إلى العمليات وكنت وزير مكتب الرئيس وبعد ذلك وزير الصناعة والتجارة وبعد ذلك أصبحت سفير كندا وبعد ذلك رجعت لبلدى وكنت فى الخدمة الداخلية وعندى الآن فرصة لأكون بأرض مصر الغنية بالأمن والسلام وهذا ما يجعلني سعيد جدا لأن مصر ثقافيا وفكريا تهمنى جدا ، وبالإضافة أنها تعطينى فرصة لن تتكرر لكى اتعرف على كل محيط الشرق الاوسط نظرا لموقعها الجغرافي فمصر أم الدنيا وهذه فرصة كبيرة لى كشخص بيعمل بمجال السياسية بالاضافة الى استراتيجية المنطقة واهميتها ولديا انطباعات عظيمة عن مصر وشعبها فهو شعب نبيل وجاد فى عمله ، شعب كل يوم بيذل مزيدا من الجهد لكى يتخطى العقبات التى تقف أمامه ويسعى بقوة لكى يصل لأعلى مكانة
●كلمنا عن علاقة مصر بفنزويلا
علاقة مصر وفنزويلا قائمة على الإحترام المتبادل بين البلدين ويتمتع كلا البلدين بمزايا وقوة تنافسية لتحقيق التآزر وتعميق المعاملات التجارية بهدف زيادة حجم التبادلات الثنائية فى مختلف المجالات ذات المنفعة المتبادلة. ، وقد انعكست العلاقات فى تطوير حركة بلدان عدم الانحياز (NAM) وفى تقوية وتوسيع التعاون بين بلدان الجنوب، وبين رئيس جمال عبدالناصر والرئيس هوجو تشافير أوجه شبه كثيرة خلدت ذاكرتهما فى تاريخ الشعوب، فكلاهما قادا ثورتين ناجحتين، كما أنهما تصديا للهيمنة الأمريكية.
وفى الواقع، تهدف إدارتى الدبلوماسية وفقا للتوجيهات التى وضعها الرئيس مادورو، إلى تطوير وتوطيد مشاريع التعاون ذات الاهتمام المشترك فى كل المجالات، ورفع مستوى التبادل التجارى،
ومن الجدير بالذكر أن العلاقات المصرية مع فنزويلا وإنشاء سفارة فنزويلا بالقاهرة مر عليها 71 عام.
●ما هى إقتراحاتكم لتطوير العلاقات مع مصر ؟
الجانب الفنزويلى لديه رغبة شديدة فى تعزيز العلاقات بين مصر وفنزويلا وذلك بتعزيز التعاون بين البلدين فى العديد من المجالات منها السياحة والزراعة والطاقة والتعليم، كما أن هناك تعاون فى عدة مجالات أهمها التعاون التجاري بين البلدين فى إطار استراتيجية وزارة التجارة والصناعة لتنمية الصادرات المصرية وفتح أسواق جديدة للصادرات وتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية، والتجارية مع العالم الخارجي”. كما أكد السفير ويلمر ” أن فنزويلا ستقوم باستيراد كمية من القطن المصري نظرا لجودة القطن المصري وتميزه عن باقي الأقطان ، فضلا عن استيراد العديد من المنتجات المصرية مثل الأدوية والحدير والصلب بالإضافة إلى تصدير المنتجات الفنزويلية، مثل القهوة، والكاكاو، والقماش.
وحان الوقت لإنشاء مجلس أعمال مشترك مصري فنزويلي، لتذليل العقبات التي تعترض حركة التبادل التجاري، وتنفيذ الإجراءات البينية بمشاركة الغرف التجارية بكل من مصر وفنزويلا.
موكب نقل المومياوات الذى أبهر العالم ومن المؤكد أننا سنستفيد من تجارب مصر فى مجال السياحة وسنعمل على تنشيط مجال السياحة فى فنزويلا .
●هل نجحت معارضة خوان جوايدو فى تحقيق أهدافها ؟
معارضة خوان جوايدو بالرغم من دعم أمريكا لها بالمال الكثير إلا أنها فشلت فى أن تخدع الشعب الفنزويلي ، فالشعب الفنزويلى يلتف حول جيشه ورئيسه ولا يلتفت لهذه المعارضة بالرغم من ان هذه المعارضة تحاول مرارا وتكرارا ان تكسب ثقة الشعب الفنزويلي وأن تجعل الشعب تابع لها وبالرغم من الإغراءات التى تعرضها المعارضة على الشعب إلا أن الشعب أكتشف فسادها وخداعها فقد أضرت بأموال فنزويلا ونهبت اصول شركات واموال طائلة ولكنها لم تفلح فى تنفيذ المؤامرة التى ارادت بها أن تنال من الشعب الفنزويلى ولكن الشعب أبى لانه يملك وعى كامل بالتيارات التى يتم دعمها من الخارج للإطاحة به . ومع كل هذا فالرئيس مادورو عرض عليهم أن يكونوا شركاء فى الحياة السياسية نظرا لأن الرئيس مبدأه التعايش بسلام ونبذ العنف ولكنهم رفضوا ومع كل التحديات والحصار لكن شعب فنزويلا هزم المؤامرة وحولها إلى خبرات مكتسبة وإستطاع ان يواجه جميع التحديات ونجح فى تخطى جميع العقبات وقدر يبنى فنزويلا بفكر إبداعى جديد .
●ماهى الأسباب الحقيقية للحصار الأمريكى على فنزيلا ؟
أن الأسباب الحقيقية للحصار الأمريكى على فنزويلا هو القضاء على الثورة البوليفارية وبدأ ذلك منذ بداية وصول هوجو شافيز إلى الحكم
ومن الأسباب أن فنزويلا تريد أن تكون دولة لها سيادة وأن تكون قراراتهم لا يتدخل فيها غيرهم وأن يتحكموا فى ثرواتهم وهذه بعض أسباب مهاجمة أمريكا لنا
و نحن دولة تقف ضد الإستعمار بجميع أنواعه ونقف ضد الليبرالية وضد الرأسمالية ، فنحن دولة مؤمنة بمبادىء الإشتراكية ومهمتنا أن نركز فى المقام الأول على الإنسان وخصوصا الفقراء الأكثر إحتياجا
نحن نعانى من الدول العظمى التى لها أطماع فى فنزويلا وهذا لعدة أسباب فنحن نمتلك العديد من الموارد المتنوعة ولدينا ثروات ،فعندنا أكبر إحتياطى بترول ولدينا أكبر إحتياطى ذهب وأول إحتياطى ماس ، ونحن واحدة من السبع دول التى تمتلك الكولتان “الذهب الأصفر “ولدينا تاسع أكبر إحتياطى من المياه العذبة مما ساعدنا على إمتلاك 30 مليون فدان زراعى ، جودتهم من الدرجة الأولى ، كما نمتلك مناطق سياحية جميلة وخلابة ولذلك تهاجمنا الدول العظمى لأنها تعلم جيدا أهمية هذه المناطق السياحية لأنها ممكن أن تخلق لنا نشاط سياحى كبير ، ولذلك علينا أن نتعلم من خبرات مصر فى مجال السياحة لأن مصر رابع مستقبل للسياح وعلينا أن نتعلم هذه الخبرة لكى نملك القوة فى ممارسة المجال السياحي .
كنت حاضر فى مؤتمر بكندا وكان المحاضر أمريكى وقال هذا المحاضر أن فنزويلا تضرب مثال سيىء ولهذا أندهشت وعندما فكرت فى الأسباب التى تقف وراء هجوم هذا المحاضر الأمريكى على فنزويلا فوجدت أن حكومة هوجو قدمت الكثير والكثير من أجل بناء الإنسان بفنزويلا فقد أعتنت بتعليم المواطن الفنزويلى وإهتمت بصحته ورفعت الرواتب وحسنت من المستوى المعيشى للمزارع البسيط ، وبدأت فنزويلا أن تأخذ كافة قراراتها بنفسها دون الإكتراث بالقوى العظمى ولذلك رفضت القوى العظمى مبدأ التعامل بالندية ولذلك قاموا بمهاجمتنا وتدمير ثورتنا البوليفارية خوفنا من إنتقال فكرنا لدول أخرى .
●هل يعانى الشعب الفنزويلى من نقص المنتجات الغذائية والمستلزمات الطبيبة ؟
نجد صعوبة فى الحصول على المنتجات الغذائية والمستلزمات الطبية وكنا نعاني وقت جائحة الكورونا من نقص الفاكسيم لمواجهة الوباء بسبب الحصار الذى فرضته علينا القوى العظمى ، لكن الحكومة تجتهد من أجل التغلب على هذه المعاناة واليوم فنزويلا تختلف عن عامين مضوا ، فاليوم لدينا منتجات غذائية متنوعة وتوجد أيضا منتجات الرفاهية بالأسواق ولكن نعانى من إرتفاع الدولار أمام العملة وهذا أدى إلى إرتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه بفعل الهجوم والتشويه الإعلامى ضد فنزويلا ومع كل ذلك نجد المواطن الفنزويلى متكيف مع هذا الوضع ويستطيع أن يواجه جميع التحديات وكان أكبر تحدى هو مواجهة فيروس كورونا.
الدول العظمى التى تزعم أنها تريد أن تقدم يد العون للشعب الفنزويلى ما نجد منها إلا بعض الشعارات والدليل على صحة كلامى أنها تعمدت تجويع الشعب الفنزويلى لدرجة انهم منعوا عنه الفاكسيم الذى يقلل نسب الإصابة بفيروس كورونا.
أن معمل تكريرالبترول لدى فنزويلا صنعتها أمريكا وبريطانيا ومن هنا جاء التعجيز لنا لأن حدوث أى مشكلة فى آلة او نقص قطع غيار للمعدات فى ظل الحصار أدى بنا إلى إنخفاض معدل إنتاج البترول والغاز وبالرغم من كل هذا التحدى فقد فتحوا لنا مجال لإعمال العقل ومزيد من التفكير الإبداعى فقد توجه مهندسى فنزويلا لخلق حلول وقاموا بالفعل بتصنيع بعض قطع الغيار الناقصة وبهذه الطريقة عاد إنتاجنا للبترول مرة أخرى وهذه الأزمة جعلتنا نتوجه إلى باقى مواردنا وعدم الإعتماد على البترول فقط ، فقد توجهنا إلى مجال الزراعة وصارت الصناعة همنا الأكبر بهدف تصنيع الموارد الخام لتنوع الإنتاج ، كما توجهنا أيضا للصناعة لكى يكون لدينا منتجات متنوعة .
نحن شعب يعانى من الحصار منذ 10 سنوات وشعب فنزويلا إستطاع أن يتعلم من هذا الحصار ويواجه كافة التحديات ويتخطى العقبات وتعلم من تجربة الحصار الكثير وعرف الشعب الفنزويلى من هم اعداءه ،فالبرغم من إنقطاع الخدمات المتكرر واهمها الكهرباء ولكنه تحمل ذلك وكان على وعى تام بالمؤامرة التى تواجه بلاده وأن إرادة الشعب هى التى ستنتصر بالأخير .
●هل طبقت عليكم أمريكا سياسة كسنجر ؟
أستطاعت أمريكا أن تطبق علينا خطة كيسنجر وهى طرق السيطرة على الشعوب التجويع وذلك بفعل الحصار ولكن حكومة فنزويلا تبذل قصار الجهد لحماية الفقراء والمستضعفين من أبناء الشعب و عملت الحكومة برنامج كلاب لتوزيع الطعام على الفقراء من الشعب فردا فردا كما أن مصادرنا المالية من البترول تضاعفة أكثر من 6أضعاف الدخل وحرصت الحكومة على مجانية الصحة وتشمل مكانية لقاح الكورونا وتحليل ايضا مجانى والتعليم مازال مجانى ولم تتوقف الدولة عن تقديم خدماتها المجانية للشعب ولذلك نجد الشعب يقف تحت مظلة الرئيس ويثق فى جميع قراراته فالمعاناة تخلق من الشعوب قوة تستطيع أن تتحدى ولا تنهزم أبدا .
●هل تعانى فنزويلا من التعتيم الإعلامى ؟
تواجه فنزويلا حرب إعلامية ممنهجة وتعتيم إعلامى متعمد ، والدليل عدم تفاعل وكالات الأنباء الدولية لأى إنجازات لفنزويلا وعلى سبيل المثال اللاعب الفنزويلى الذى حصل على ميدالية ذهبية لم تذكره وسائل الاعلام لأن هذا الحدث سيعطى قيمة لبلدنا . فالإعلام الدولى ينشر عنا الأكاذيب فوكالات الأنباء الدولية تنقل لكم الحقائق المزيفة عن فنزويلا فتصدقها الشعوب التى لا تعرف عن فنزويلا إلا القليل ،ولم ينقل الاعلام الدولى لكم أن دخل فنزويلا زاد وأننا نشارك فى الأولمبيات ونحصل على ميداليات وأن الطعام أصبح متوفر لدى فنزويلا وأن الخدمات تحسنت واصبحت متوفرة للشعب بطريقة أفضل من كهرباء ومياه ، لم يذكر لكم الإعلام الدولي أن إنتاجنا الزراعى تحسن وأصبحنا نصدر لمصر القهوة والمواشى ، ومن جانبنا نريد أن نستورد من مصر قطن أكثر نظرا لتميزه ولأنه من أجود أنواع القطن فى العالم ومع أن دخلنا 400 مليون دولار إلا أننا بننفق بحكمة وبعقل على الشعب .
●كلمة توجهها للشعوب التى تمتلك ثروات ولكنها تحارب من أجل البقاء ؟
أحب أن أقول للشعوب التى تعانى من الحروب أنهم يستمروا فى الدفاع عن حقوقهم وحريتهم وإستقلالهم ولا يسمحوا لأى تدخل خارجى ، يحافظوا على أرضهم وثرواتهم وأن يكون لهم حق تقرير مصيرهم دون الخضوع للقوى العظمى التى تريد أن تتحكم بهم وأن يحافظوا على السلام الداخلى فيما بينهم ويدافعوا عن قيمهم ومبادئهم
وأن يكون المجتمع ككل مسئول عن الدفاع عن أرضه ، وعليهم أن يبذلوا كافة الجهود من أجل تحقيق السلام وأن يعملوا جاهدين فى محاربة الإرهاب وكذلك محاربة المخدرات نظرا لأن محاربة المخدرات لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب فسلاح المخدرات يستخدمه الأعداء ضد الشباب بهدف تدمير عقولهم ، كما على الشعوب أن تبذل كافة الجهود للحفاظ على هويتها ونشر ثقافتها وأرى أن مصر بدأت وكان لها السبق فى ذلك ، فموكب الممياوات أعطى صورة للعالم عن مدى عظمة تاريخ مصر وأبهرنا فى فنزويلا أثناء مشاهدتنا له وأبهر العالم بأكمله ، و على الشعوب أن تسعى للسلام الداخلى وتسعى فيما بينها .
●نرى أن السفارة ترحب بأصدقاءها من الشعب المصري فكلمنا عن ذلك
نحن نحترم كافة الشعوب ونتبع سياسة الدولة المصرية ونرحب دائما بأصدقاء فنزويلا ، أفراد و منظمات وأحزاب بشرط أن تكون توجهاتهم لدعم مستقبل وطنهم ومتوافقة مع سياسة دولتهم وأن يكونوا من داعمين السلام فى بلدهم وأن يقفوا خلف قيادتهم وجيشهم ،ولذلك نحن نقف مع مصر وشعبها فى حربهم ضد الإرهاب
●هل أثرت الأحداث الداخلية على عملكم بالسفارة ؟
نعم أثرت على ميزانية السفارة ولكننا مستمرون فى عملنا ولن نتوقف وحارصين على دفع الرواتب دون أن نشعر الموظفين بذلك ، وبنصرف بمنتهى الحكمة والعقل وربنا كبير أكيد بيساعدنا ولن ينسانا ، فنحن نعمل على ترشيد الإستهلاك وعندما جاءت جائحة الكورونا وتوقفت الأنشطة فترة طويلة فهذا ساعدنا على أن لا يظهر أن هناك خلل فى الميزانية ، ومازلنا نحتفل ونحرص على إقامة الإحتفالات الوطنية داخل السفارة لكنها ليست إحتفالات كبيرة ولا تحتوى على موائد كما كان بالسابق ،وعلينا كمسئولين أن نعيش بتواضع ونعيش نفس معاناة الشعب ولا يجوز لنا أن نعيش هنا فى رفاهية وشعبنا يعانى من قلة الموارد .
اعتبر سفير فنزويلا هذا اللقاء الصحفى بذرة تحمل معانى الاخوة والتضامن وقال سأنتهز هذا اللقاء لكى أخبر الشعب المصري برسالة هامة وهو أن تحافظوا على استمرار جهودكم فى الحفاظ على السلام ، كما اتقدم بخالص الشكر للرئيس السيسى على جهوده من اجل وقف مذبحة غزة واختتم كلامه بدعاء أن يحفظ الله مصر شعبا وجيشا ورئيسا
تعليقات الزوار ( 0 )