كتب /صالح علي الدويل باراس
وصف الشيخ بن الوزير عودته إلى شبوة بانها عودة مواطن إلى وطنه لكن في تحليلها فانها عودة ذات طابع سياسي ، وهو الان في زيارات بروتوكولية قبلية ، ومجيئه في خضم حراك مجتمعي لقوى وشخصيات نخبوية مدنية وعسكرية متنوعة في نهجها بغض النظر عن اختلاف توجهاتها لكنه يعبر عن سعة قاعدة الرفض المجتمعي الذي ظل الاخوان يرفضون الاعتراف به وانه مؤامرة اماراتية وحقد من المجلس انتقالي
والرجل سليل عائلة تاريخية لها مكانتها المميزة في العوالق ومكانتها في شبوة اثبتتها العلاقات القبلية فيها التي تقوم على احترام المكانات العشائرية وليس بالضرورة التبعية لها او السير وفق ما تريد!!. لذا ليس بدعا ان تتوافد قبائلها اليه احتراما لمكانته القبلية لكن زخم حجم الاحتفاءات القبلية يعطي اكثر من دلالات قبلية بان رغبة القبائل بتنشيط مرجعياتها للاسهام في رفض كل مشاريع اليمننة وربط المحافظة بجنوبها يُستشف ذلك من اشعارها الاحتفائية به الا النادر منها.
المهم ان يظل الراي العام في شبوة والجنوب على موقف الصلابة من جميع قوى الشمال بانهم جميعا اعداء وجوديين لقضيته بلا استثناء وان جمعت قضيتنا واياهم حرب الحوثي ويجب ان نعي ان في الجنوب نخب رؤاها ومصالحها والتعاون معها بحيث لاتضر رؤاها ومناورتها سقف القضية فلو اضرتها فانها الخاسرة ولن تجد حتى من قبائلها الا قلة قليلة بجوارها فالقبيلة لم يعد يجمعها “النكف القبلي” بل تتمحور وتلتف حول قضية والكل يعرف حجم واتساع وسقف القضية الجنوبية التي تلتف حولها القبائل والفئات المجتمعية بطول الجنوب وعرضه
هناك نقاط اتفاق كثرة ستكون معه ومع غيره من الواجاهات القبلية يجب العمل فيها وما هو خلاف او اختلاف لا يكون عقبه تمنع التعاون المرحلي ضد عدو استراتيجي موجود وآخر قادم والشيخ له من الذكاء ما يجعله يفهم انه مهما كان ضجيج “طارق ومؤتمره” فلم يستطع ان يقضي على قضية الجنوب فقد حاول عفاش وهو في صنعاء بحده وحديده وكل الجيوش تحت امره والثروات تجري بامره ولم يقضِ عليها.
ان صيغة الجمهورية اليمنية التي اسسها عفاش واحتل الجنوب من اجلها وصنع لها رجال وعلاقات ومصالح شمالا وجنوبا قتلها الحوثي ليلة اجتياح صنعاء بمباركة وتعاون مخابراتي دولي وبمشاركة وتعاون عفاش وقواته فكان ضحيتها ودُفِنت الصيغة في قبر مؤسسها ولو اراد العالم والجوار لها البقاء لخرج صانعها كما خرج ابن اخيه الى المخا.
لن يحدد احد لابن الوزير ولا غيره من قوى الحراك المجتمعي طريقة تعامله مع سائر القوى الشبوانية والجنوبية لكن ما اثق به انه يثق ان الاقليم والعالم وكذا قوى الشمال الا اخوان اليمن والحوثي صارت لديهم قناعاتهم الراسخة بانه لكي تضع الحرب اوزارها والدخول في سلام حقيقي فمن المحال اخضاع الجنوب عسكريا للشمال مهما كانت الطرفية الجنوبية ، ومعركة الاخوان في شبوة وغيرها هي اخر معارك اخضاعه عسكريا بطرفية يمننة جنوبية اما الحوثي فان المصدات العقائدية في المجتمع الجنوبي لن تسمح لمشروعه ان يتغلغل في الجنوب ومقاومة الجنوبيين لطائفيته كفيلة بهزيمته.
تعليقات الزوار ( 0 )