دخلت الخيانة الإخوانية في شبوة، مرحلة جديدة مما تُعرف بـ”الخسة”، في الوضع الميداني بالمحافظة ليس فقط فيما يخص تسليم الجبهات والمواقع للحوثيين، لكنّ الشرعية تزرع العراقيل أمام رجال المقاومة على الأرض.
ففي شبوة، أقامت مليشيا الشرعية الإخوانية، حواجز ترابية على امتداد الطرق الواصلة إلى مديريات بيحان وعين وعسيلان ومرخة العليا.
الخطوة هدفت إلى منع رجال المقاومة الجنوبية والقبائل من الاشتباك مع المليشيات الحوثية الإرهابية.
وفيما كانت المليشيات الحوثية قد دخلت المديريات الأربع قبل نحو أسبوع، فقد فرضت سيطرتها سيطرة على المرافق العامة والسلطات التنفيذية داخل المديريات الأربع.
تزامن استهداف الشرعية لشبوة أيضًا في التضييق على رجال النخبة الشبوانية، إذ كثّفت مليشيا الإخوان من وتيرة الاعتقالات ضدهم، وذلك لحرمان شبوة من حائط صد منيع، قادر على ردع ومواجهة مليشيا الحوثي.
يتضح من المخطط الإخواني في هذا الصدد، العمل على تطويق شبوة من كل النواحي، سواء بتوسيع دائرة الحضور الحوثي على الأرض عبر تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات المدعومة من إيران، إلى جانب التضييق على أبناء شبوة.
تهدف الشرعية من محاولة منح شبوة للحوثيين، أن يمثّل حضور المليشيات على الأرض تهديدًا عسكريًّا لأمن الجنوب وبالأخص محافظة شبوة التي تزخر بثروة نفطية ضخمة، تنسق الشرعية مع المليشيات الحوثية للسيطرة عليها.
تجلّت هذه العلاقة واضحة، في مقاطع فيديو شوهدت خلالها عناصر الشرعية وهو يحتفلون مع وصول المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران،فور وصولها إلى شبوة؛ على نحو عبَّر عن حجم التنسيق المشترك فيما بينهما.
الشرعية على مدار السنوات الماضية، اتبعت سياسات تقوم على “الخيانة العسكرية”ضمن تكتيكات متباينة، بعضها يعتمد على تسليم المواقع والجبهات، أو الزج بالقبائل في معارك خاسرة تُوصف بأنها كمائن أكثر ما تعتبر مواجهات عسكرية.
خيانات الإصلاح المتواصلة تستهدف إرباك الوضع العسكري في شبوة، لفتح طريق ممتدة يصل إلى العاصمة عدن، في محاولة لتوجيه ضربة قاسمة للقضية الجنوبية، لا تقتصر على السعي لضرب أمن الجنوب واستقراره بشكل كامل، بل لإجهاض التحرك نحو تحقيق مزيد من المكاسب للقضية الجنوبية.
ما يبرهن على ذلك هو تحلي قيادات الشرعية بصمت مدقع تجاه تطورات الأمور، حتى باتت تُوصف بأنها تغرّد خارج السياق، وتعيش بمغفل عن الزمن.
ففي الوقت الذي كان يُسيطر فيه الحوثيون على الأرض، كان قيادات الشرعية يواصلون مهامهم التي تثير سخرية أكثر مما تثير صمتًا، وهي إرسال برقيات التعازي والتهاني، وكأنهم يعيشون خارج الزمن.
تعليقات الزوار ( 0 )