ولأنهم جبلوا على التأجيل والترحيل لم يكن مستغرباً أن يتحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي حول تأجيل قضية شعب الجنوب في موقف يؤكد على عدم حرص طرف الشرعية الجديدة في استمرار الشراكة وعملية التوافق السياسي المنبثق عن اتفاق ومشاورات الرياض.

العليمي وبتصريحاته الجديدة أراد للعربة أن تسبق الحصان تجاوز الواقع والاتفاقات التي أكدت أن قضية الجنوب ستكون حاضرة في أي مفاوضات لإنهاء الحرب في البلاد وهو الأمر الذي دعا المجلس الانتقالي الجنوبي للقبول بالمشاركة في العملية السياسية الأخيرة التي تتعرض اليوم لتهديد استمرارها من خلال التنصل من تنفيذ المهام والاتفاقات وفي مقدمتها تشكيل الوفد التفاوضي.

إلى جانب رفض المجلس الانتقالي الجنوبي لتصريحات العليمي التي حملت تهديداً مباشراً للشراكة، أدان نشطاء وسياسيون جنوبيون أيضاً تلك التصريحات مؤكدين أن الشرعية الجديدة كشفت عن نواياها الخبيثة تجاه الجنوب وقضيته العادلة وأن رئيس مجلس القيادة الرئاسي يسير على خُطى الشرعية السابقة لإطالة أمد الحرب من خلال محاولات تهميش قضية الجنوب والقفز على متغيرات الواقع على الأرض اليوم.