كتب /رياض باحاج

نسمع كثيراً كلمة “مبدأ” تقال وتنطق على ألسنة جميع أبناء الجنوب ، فنسمعهم يقولون : ” أنا جنوبي على مبدأ أو على مبدئي تجاه قضيتي الجنوبية” ، وقبل الخوض في الغرض من كتابة هذا المقال ، دعونا نتعرف أولاً على معنى كلمة (مبدأ) التي يرددها الجنوبيون مراراً وتكراراً .

 فأصل كلمة (مبدأ) لُغتاً من الفعل بدأ: المبدأ مبدأ الشيء أوله، ومادته التي يتكون منها-[مقتبس من معجم القاموس المحيط] – أما إصطلاحاً : المبدأ هو القانون أو هو الأساس الذي تقوم عليه أفكارنا أو القاعدة التي يجب علينا القيام بها، أو العادة التي ينبغي على الجميع اتباعها، ومبادئ أي عمل أو هدف هي خصائصه الأساسية.

وتعريف آخر : هو أنه النقطة الأولى التي ينطلق منها تفكير الإنسان، ومنها يمكن تحديد ما هو الصواب والخطأ. وبالتالي يمكن للإنسان أن يتخذ قراره وفقاً لما توصل إليه من نتائج، وطبقاً لمدى تمسكه و إيمانه بضرورة تنفيذ ما لا يتعارض مع مبدأه

وعندما نتقّول جملة “أنا على مبدأ القضية الجنوبية” ، علينا أن نفهم جيداً ،أن هذا المبدأ هو الأساس الذي تقوم علية أفكارنا وأهدافنا، تجاه قضيتنا الجنوبية، والقاعدة التي يجب علينا القيام بها جميعاً في تحقيق هذه الأفكار والأهداف والتي تتمثل باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدود ما قبل عام ١٩٩٠ م .

وهي النقطة الأولى التي بدأناها في عام ٢٠٠٧ م ، العام الذي انطلقت فيه الثورة الجنوبية السلمية لإستعادة دولتنا تحت مسمى (الحراك الجنوبي السلمي) ، والتي كان من خصائصها وأساسياتها المسيرات والأعتصمات السلمية ، وغيرها من وسائل المقاومة السلمية .

كانت تلك المبادئ التي قامت عليها الثورة الجنوبية السلمية ، والوسائل التي استخدمها الشعب الجنوبي في الدفاع عن قضيته الجنوبية ضد الاحتلال اليمني .

ولكن عندما تم أجتياح الجنوب من قبل المليشيات الحوثية عام ٢٠١٥ م ، من قبل المليشيات الحوثية، بدأت تتغير ملامح تلك المبادئ من المقاومة السلمية ، إلى المقاومة المسلحة ، بدأت هذه الإنطلاقة المسلحة والمتممه للإنطلاقة الأولى السلمية ، والتي حققت نجاحاً كبيراً بدحر الغزو الحوثي الغاشم من الأراضي ، ولكن لم تتغير الأفكار والأهداف باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، التي هي مبدأ القضية الجنوبية .

تطورت الأحداث بشكل متسارع حتى بدأت إنطلاقة أخرى متممة لسابقتيها حاملة نفس المبدأ والأفكار والأهداف ، مبدأ إستعادة دولة الجنوب ، وهي إنطلاقة المجلس الإنتقالي الجنوبي الحامل الوحيد للقضية الجنوبية وممثلها الشرعي المفوض من قبل الشعب الجنوبي ، الذي يسير بخطى ثابتة نحو نفس المبدأ الذي نهض شعب الجنوب لأجلة .

فهل أنت على هذا المبدأ الذي يسير علية المجلس الإنتقالي الجنوبي ؟ ، وحلق بالقضية الجنوبية في آفاق السماء وجعل الجميع دولاً وشعوباً وحكومات وأحزاب تلتفت إلى القضية الجنوبية ، وحارب من يحاربها ، وقاتل من يقاتلها ، وصادق من يصادقها ، واحترم رأي من حايد فيها .

فكن على ذلك المبدأ ، مبدأ القضية الجنوبية ، مبدأ المجلس الإنتقالي الجنوبي .