🖋️ عبدالقادر العنقري

 

 

تحل علينا الذكرى 17 للتصالح والتسامح الجنوبي ، ذلك اليوم الذي أعلن عن ولادته في 13 يناير 2006 بجمعية أبناء ردفان بعاصمة الجنوب عدن .

حيث استطاع الجنوبيين من خلال الاعلان عن هذا اليوم تغيير مأساة 13 يناير الدموي إلى يوم سعيد للتأخي والتسامح والتعاضد بين أبناء الشعب الجنوبي.

جاء يوم التصالح والتسامح الجنوبي ، ليمنع عن الكثير من المتربصين نبش جراحات الماضي ، والترويج لها ، والسعي لاثارتها ، بغية إثارة الفتن بين أبناء الوطن الجنوبي ، وديمومة بقاء الصراعات والانتقامات والإنقسامات ، حتى تبقى لهم الامور مهيئة ليواصلوا سيطرتهم على خيرات الجنوب وشعبه .

بحنكة من مهندسي اعلان يوم التصالح والتسامح الجنوبي ، استطاع أبناء الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ترتيب صفوفهم وتوحيد كلمتهم ، للمطالبة بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية دونما توقف ، أو اتكالية على خادمي وعملاء أحزاب الاحتلال اليمني في كافة محافظات الجنوب .

خرج الجنوبيين للتعبير عن قناعتهم ، ومطالبتهم بحقوقهم المشروعة ، وسط عمليات قمع واستبداد مارستها قوات الاحتلال اليمني ضدهم بالعاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى ، والتي سقط على إثر تلك القمعية الوحشية الكثير من الشهداء والجرحى في عموم المحافظات .

لم يستسلم الجنوبيين لطغيان الاحتلال اليمني ، واستمروا في الخروج والتصعيد ، ورفع سقف مطالبهم حتى بلغ المطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

واصل الجنوبيين سيرهم على هدف استعادة الدولة ، رغم العراقيل والاغراءات التي كانت تعرض للقيادات الجنوبية من قبل حكومة الاحتلال اليمني عبر اذنابها الحزبية في الجنوب ، وبعد أن أثبت الجنوبيين صلابتهم وإصرار مواصلتهم السير من شان تحقيق هدف استعادة الدولة ، مارس الاحتلال اليمني ابشع الجرائم من القتل والاختطاف ومصادرة الحريات ، الا أن صمود أبناء الشعب الجنوبي كان سدا منيعاً ضد الممارسات العنفوانية لقوى الأحتلال البغيضة .

مرت الايام والسنوات منذ إعلان التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي ، حتى تأٓمرت القوى اليمنية على احتلال الجنوب مرة أخرى في العام 2015 ، وتعرضت قوى ذلك الاجتياح إلى الدمار والإنهزام ، بفضل الله اولا ، ثم بفضل ذلك اليوم التاريخي الذي أعاد ترميم البيت الجنوبي ، وتمتين لحمة أبناءه ، وتوحيد الكلمة ، والدفاع عن الهدف السامي ، والتصدي لكل المؤامرات الاحتلالية للجنوب مرة أخرى.

خرج شعب الجنوب صفا واحد بكافة الجبهات ، ودافعوا عن أرضهم وكرامتهم بكل قوة وبساله ، بروح الشعب الواحد المؤمن بعدالة قضيته الوطنية الجنوبية والمخلص لها .

وبعد الصمود الأسطوري الذي تسلح بها أبناء الجنوب ، تحررت محافظات الجنوب ، وتمخظ ذلك التحرير بترتيب البيت السياسي الجنوبي ، واشهار المجلس الانتقالي الجنوبي ، وتفويضة كحامل سياسي للقضية الجنوبية ، وإيصال صوتها إلى المستوى الإقليمي والدولي ، وإثبات شرعيتها التي تعاضد الجنوبيين من أجلها .

ذكرى مجيدة وإنجازات عظيمة ، ومانشاهده اليوم من إنجازات سياسية وأمنية وعسكرية على أرض الواقع ، ماهي الا ثمرة من ثمار يوم التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي .

 

#الجنوب_يوحدنا_وعدن_عاصمتنا