عمر الحار

 

خططت لها امريكا ، و اعلنها المندوب الاممي ، باركتها النرويج ، ورحبت بها الشرعية ، و اسقطتها المليشيات ، ثاني هدنة اممية يتم الاعلان عنها والموافقة عليها من طرف يمني واحد مغلوب على امره وعلى نفسه ، وغارق في وحل الضياع والفساد حتى اذنيه ، وانفرجت بها اسارئر الطرف الانقلابي وضحك حتى بانت نواجده باعتباره صاحب المصلحة الحقيقة فيها .

وسبق ان كتب الدبلوماسي والسياسي المعروف معالي الدكتور ياسين نعمان عن افقها السياسي المفتوح ، وعلق الكاتب ياسين التميمي عن تماهيها مع مشروع تفكيك الدولة وضرب كيانها ،وبتناول بسيط لقرأتيهما للهدنة يمكن القول بانها تفضي الى افق سياسي قاتم وبلا رؤية مستقبلية باستثناء استبشار الانصار بها واستفادتهم من الحركة الامنة خلال ستين يوما وبما يكفل لهم اعادة تموضعهم عسكريا في الميدان ، وسياسي في الميزان ، بينما تظل الشرعية قابعة في مربعها الاول ولا تجرؤ على مغادرته في اي اتجاه ، وهي رهينة مشروع الانقلاب الدولي عليها ، وغير قادرة على قيادة اية مناورة سياسية في طريق استعادة الدولة او احياء الحلم بها .

وقد تلجى القوى الدولية الخفية وفي اطار لعبتها الشيطانية في اليمن ، على اعتماد مسار تجديد الهدنة لغرض توطين الانقلاب ، وتوافق الرؤية الغربية والامريكية على الشكل النهائي لليمن الاتحادي الجديد ، و بثلاثة اقاليم مقرة مسبقا .