ثورة الـ23 من يوليو المصرية، أم الثورات التحررية ضدّ الاستعمار البريطاني و”أدواته في المنطقة العربية”، فقد كانت قاهرة المُعز المِشكاة لأبناء الجنوب العربي لإشعال شرارة ثورة الـ14 أكتوبر المجيدة.

الرعيل الأول من مناضلي الجنوب، وجدوا في جامعات ومعاهد مصر الحضن العربي الذي احتواهم، لتلقينهم مبادئ وأبجديات الثورة وبناء الدولة المدنية الحديثة، وكانت مصر المعسكر العربي الصارم الذي تدرب فيه فدائييّ ومناضليّ الجنوب، الذين استشهد منهم من استشهد، وتبوء منهم فيما بعد مقاليد حكم البلد، بعد الاستقلال وجلاء المستعمر في الـ30 من نوفمبر.

تحل الذكرى السبعين لثورة يوليو، اليوم، والعلاقات الجنوبية المصرية في أوج قوتها، تأكيدًا على أواصر ووشائج الأخوة بين قيادة وشعب البلدين الشقيقين، لمواصلة مواجهة جماعات الإخوان الإرهابية، والمليشيات الحوثية، التي تتخذ من صحاري سيناء وحضرموت معقلاً ووكراً لتهديد الأمن القومي العربي.

تهنئة شعب الجنوب لشعب مصر ومشاركته له بهذه المناسبة الوطنية تجسد العلاقات المتينة بين البلدين الشقيقين، كما تؤكد على أهمية هذه الثورة في كونها علامة فارقة في تاريخ الحركة التحررية على مستوى العالم، ويستلهم لشعب الجنوب القوة منها لمواصلة النضال حتى تحقيق هدفه المنشود المتمثل في استعادة دولته كاملة السيادة.