كتب /ناصر التميمي

 

انها حضرموت أرض الحضارة والتاريخ أرض النفظ والمعادن النفيسة أرض العلماء ومهد كبار الساسة والأدباء والمفكرين والشعراء ،عاشت على مدى قرون من الزمن في أوج ازدهارها الحضاري وتقدمها العلمي والثقافي والحضاري ونافست كل الدول والممالك التي كانت موجودة عبر العصور التاريخية القديمة .

 

شاءت الأقدار أن تقع حضرموت وأهلها الأوفياء والمسالمين وفي غفلة من الزمن فريسة في أيدي نظام صنعاء القادم من عصور الجهل والتخلف ،الذي جاء منتقماً وهو حامل بيدية معاول الهدم والتدمير وثقافة الجهل والحقد الدفين ونشر معها سموم التخلف ونظام الأسرة القبيلة وأعطى لقادة جحافلة التي إجتاحت الجنوب فتوى التكفير التي حللت دماء الجنوبيين وفتحت لهم الشهية للتوسع في عمليات السلب والنهب الممنهج التي استباحت كل شي في حضرموت حتى الجبال والحجر لم تسلم منهم ،بل حولوها الى ملكيات خاصة بهم ولأولادهم وهذا أمر غريب جداً لم تعرفه حضرموت من قبل أبداً الإ في زمن الإحتلال اليمني الذي حولها الى غنيمة حرب لأولادهم وترك أهلها الحقيقيين الذين اعتبروهم مواطنين من الدرجة الرابعة والخامسة ،وأصبح صاحب صنعاء وذمار والجوف هو المتحكم وهو الحاكم الفعلي الذي يحق له التصرف في كل شي بينما أقصي الحضارم من الكوادر المؤهلة من مناصبهم وأستعانوا بالفاشلين من أبناء جلدتنا الذين لايهم شي الا بطونهم وجيوبهم وزرع لنا شبكة طويلة من الفاسدين في مفاصل مؤسسات الدولة وأصبحوا هم المتحكمين فيها .

 

نعم اليوم الوضع المعيشي في حضرموت مزري ومقلق للغاية ،لقد ساءت أحوال الناس المعيشية وانتشر شبح الجوع والفقر بشكل مخيف بين أوساط السواد الأعظم من المواطنين والذي لم بسبق له مثيل بسبب السياسة العقيمة من قبل الجهات المسؤولة التي تخلت عن دورها الحقيقي تجاه المواطن ورمت به عرض الحائط ،وكأن الأمر لايعنيها رغم أنها تعلم جيداً بمعاناة المواطن إلا أنها تصم آذانها عن مايجري من آزمات خانقةوتدهور في الخدمات والإرتفاع الجنوني في الأسعار ،ومع ذلك تقدم أحياناً حلول ترقيعية لغسل وجهها القبيح والتخفي عن مايجري خلف بعض التصريحات الإعلامية الكاذبة التي سئمنا منها والتي لاقيمة لها في هذا الوقت .

 

في دول العالم كلها تحظى مناطق الثروة بأهمية كبيرة ويمنح أهلها إمتيازات عن غيرها من المناطق الأخرى ،الا عندنا تترك مناطق الثروة فحضرموت التي تمتلك مخزون هائل من الثروات فقد عانت طيلة السنوات الماضية ومازالت تعاني الويلات ممن بيده مقاليد الحكم ،بينما تذهب ايراداتها وثرواتها لرموز الفساد و المواطن الحضرمي المغلوب على أمره يعاني الأمرين حيث اصبح ضحية فساد السلطة التي لاتعترف بفشلها أبداً ،رغم أنها فشلت فشلاً ذريعاً ووجودها سيضاعف من معاناة الناس الذين وصل بهم الحال مرحلة اليأس والأحباط من قيادة السلطة بالمحافظة التي عجزت عن توفير أبسط الخدمات و الحقوق كالكهرباء وتوفير الرواتب وتخفيض سعر الوقود فالشارع الحضرمي اليوم على يقين أن الوضع لن يتغير إلا بتفيذ مخرجات مشاورات الرياض على أرض الواقع بتعيين قيادات شابة ونزيهة لادارة مؤسسات الدولة وإستئصال الفاسدين وبقايا نظام ٧/٧ الذين عبثوا بثرواتها وحولوها الى اشبه مايكون ببقرة جرباء ،والطامة الكبرى يتبجحون في إعلامها الأصفر عن انجازاتهم في التنمية و في الحقيقة لا وجود لأي تنمية على الأرض .

 

الناس تعبت ولم يعد بمقدورها الصبر أكثر والسكوت على مايجري من مآسي في ظل الصمت المريب من قبل الجهات المعنية تلتي عجزت عن توفير الحلول للخروج من هذا المحنة التي أصابت حضرموت بمقتل رغم انها ترفد الدولة بحوالي ٨٥٪ من عائدات الثروة ،إن للصبر حدود فصبر الحضارم قد بدأ ينفذ من هذا الوضع المزري وبدأت تتشكل حالة من السخط وهذا سيدفع الناس للإنفجار عندها لن تستطيع اي قوة إيقافهم أبداً ،فالمتتبع للوضع العام في حضرموت يرى أن السلطة المحلية فيها تسير عكس عقارب الساعة ولايهما مايجري للمواطن وما يهما هو مصالحها الشخصية فقط .