بقلم: فضل القطيبي

 

في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الساحة الجنوبية، بات من الضروري أن يكون القانون هو الفيصل العادل بين الجميع، دون تمييز أو محاباة. إلا أن الواقع للأسف يكشف عن ممارسات تثير القلق، وتعكس خللًا في موازين العدالة.

 

ففي الوقت الذي يُستدعى فيه المواطن فهد بن جعموم بسبب مزحة عابرة لم تتجاوز حدود النكتة، نجد من يستخدم منصاته الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي بشكل يومي لنشر الفتنة، والتحريض على الكراهية، وزرع الانقسام بين أبناء الجنوب، دون أن تُحرّك الجهات المعنية ساكنًا!

 

إن هذا التناقض الصارخ في التعامل يضع علامات استفهام كبيرة حول معايير المحاسبة، ويخلق حالة من الإحباط في الشارع الجنوبي، الذي كان ولا يزال يطمح إلى تطبيق مبدأ العدالة والمساواة أمام القانون.

 

الأخطر من ذلك أن التغاضي عن الأصوات المحرّضة يمنحها مساحة أوسع للتمدد، ويفتح الباب أمام مزيد من الشقاق داخل المجتمع الجنوبي، في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى رصّ الصفوف، وتغليب صوت العقل والوحدة على كل ما سواه.

 

إننا نطالب بموقف واضح وحازم من الجهات المختصة، تجاه كل من يسعى لزعزعة استقرار المجتمع الجنوبي، أياً كان موقعه أو انتماؤه. فالوطن لا يُبنى بالمجاملات، ولا يُحمى بالتغاضي عن المحرّضين، بل بسيادة القانون، وتكافؤ الجميع أمامه.

 

ختامًا، يجب أن يدرك الجميع أن الجنوب قادم بثبات، لا بالانتقائية، بل بالعدالة الحقيقية، والوقوف صفًا واحدًا ضد كل من يحاول تمزيق نسيجنا