يوم بعد آخر تترسخ العلاقات الأخوية بين دولة الجنوب وشقيقتها دولة الأمارات العربية المتحدة، فهي علاقة تاريخية عميقة ومصير مشترك وتقارب ثقافي واحد، وخلال العقود الماضية لم تدخر الامارات جهداً في مساندة شعب الجنوب وقدمت الكثير من أوجه الدعم لتحرير أرضه من مليشيات الحوثي والهالك صالح، ومحاربة التنظيمات الإرهابية ناهيك عن دورها الكبير في تدريب وتسليح القوات المسلحة الجنوبية ولم تكتف بالمشاركة الميدانية في الحرب، بل كان لها الاسبقية كأول دولة تصل سفينتها الى العاصمة عدن لأجل الاغاثة والتخفيف من معاناة المواطنين والارتقاء وانعاش القطاعات الخدمية في كل محافظات الجنوب مما زاد من حجم ومكانة الامارات في نفوس الجنوبيين.

وعلق في اذهان الجنوبيين، الزيارة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه الى عدن في منتصف سبعينيات القرن الماضي والتي شكلت نقلة نوعية وحجر الزاوية الراسخ في استمرار وتطور العلاقات بين الشعبين والبلدين، الشقيقين وأثناء حرب 1994م وقفت الامارات، إلى جانب شعب الجنوب وبكل الوسائل المتاحة حينذاك في رفض الغزو والاحتلال اليمني للجنوب ليضل ذلك الموقف في قلوب كل الجنوبيين، ورفع لديهم حجم ومكانة الامارات حتى اليوم.

وفي حرب 2015 خلال اعلان مليشيات الحوثي والهالك صالح، ضد الجنوب، كان موقف الامارات حاسماً الى جانب المملكة العربية السعودية، لمنع اجتياح الجنوب ودخلت القوات الإماراتية على خط النار مباشرة، الى جانب المقاومة الجنوبية مما عجل بالانتصارات وجسد حقيقة عمق العلاقة التاريخية حين اختلطت دماء شهداء الإمارات بدماء شهداء الجنوب وهم يشاركون في تحرير الجنوب من الغزو الثاني لتواصل دعمها ووقوفها الى جانب شعب الجنوب في حماية أرضه من خطر الإرهاب وساهمت وبقوة في دعم المقاومة الجنوبية وعلاج جرحاها وتدريب أفرادها وتسليحهم وتنظيمهم ليكونوا نواة القوات المسلحة الجنوبية والتي حظيت بالدعم بالعتاد والتدريب والدعم اللوجستي، وتمكنت وخلال فترة زمنية قياسية، من تحقيق نجاحات أمنية ضد الارهاب أبهرت العالم.