الشيخ لحمر بن لسود

 

احتفل الجنوبيون بالذكرى الخامسة لإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في يوم الـ11 من مايو العام 2017م، بعد خمسة أيام من اعلان عدن التاريخي، ليعيد الجنوب الى الواجهة مجدداً بعد ان حاول أعداء الوطن تغييب القضية الجنوبية والانقلاب على الانتصار الوحيد الذي تحقق لعاصفة الحزم.

لقد تعرض الجنوب لأبشع الحروب السياسية والعسكرية والإعلامية، وخرجت رموز قوى الاحتلال اليمني، للحديث عن ان المجلس الانتقالي ولد ميتاً وانه تم احتوائه، وأصبح أثر بعد عين، ولكن اليوم نشاهد ان المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال ينبض بالحياة، في حين ان خصومه باتوا اليوم في حمايته وبرعايته، وبات هو من يضع الخيارات ويقدم الدعم الكبير لتحرير اليمن الشمالي انطلاقا من مصالحه الوطنية القائمة على ضرورة ان يكون جيراننا واشقائنا في اليمن في أمن واستقرار، وهو كذلك التزام من المجلس الانتقالي للتحالف العربي بالمضي في مشروع عاصفة الحزم نحو تحقيق كامل أهدافها بما لا يتعارض وقضية الجنوب وأهدافها السياسية.

لقد جاء تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، كتتويج لنضالات شعب الجنوب التي بدأت مع أول يوم للأزمة بين طرفي توقيع اتفاقية وحدة مايو 1990م الهشة التي يم يتم الاستفتاء عليها من قبل الشعب، بل وقعت من قبل نخب سياسية لا تمثل الجنوب لا من قريب ولا من بعيد، ومن نعنيهم هنا هي تلك الرموز التي عبثت بالجنوب إرهابا وقتلا وتنكيلا، وهو من احتضن تلك الرموز التي هربت من بطش الامامة في صنعاء.

ان التاريخ لا يصادر بجرة قلم، فالحقائق الدامغة تؤكد ان الجنوب كان ولا يزال سندا لليمن الشمالي على الرغم من الحروب المتكررة وفتاوى التكفير والتحريض الإعلامي، ولكن اود في هذه المناسبة ان ابعث برسائل إلى كل مجلس القيادة الرئاسي، وأكد من خلالها على ان مهمة المجلس تحرير اليمن الشمالي من الحوثيين وليس تحويل عدن ومدن الجنوب إلى وطن بديل، ولا اعتقد ان كلامي هذا بحاجة الى تفسير.

ويبقى الرهان على جدية مجلس القيادة الرئاسي، في الدفع بالقوات العسكرية اليمنية المتواجدة في الجنوب الى تخوم مأرب للدفاع عنها في وجه الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، دون ذلك يبقى عليهم الرحيل من مدن الجنوب والعودة الى الفنادق، لأن المؤمن لا يلذغ من جحر مرتين.

وكل عام وشعبنا وقيادتنا السياسية بخير وفي الطريق نحو الاستقلال الثاني.