خلافاً لمحاولات التهييج شمالاً ضد “الجنوب” ممثلاً في شخص رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي “اللواء عيدروس قاسم الزبيدي” عقب أدائه قسم عضوية مجلس القيادة، رحب نشطاء وكتاب شماليون بصيغة “القسم الزبيدي”، رافضين الاستمرار في “معارك الإخوان ضد الجنوب” التي سادت المرحلة السابقة.
وأدى اللواء الزبيدي، الثلاثاء، القسم في العاصمة عدن، لكنه استثنى منه كلمتي “الجمهوري والوحدة”، وهو ما اعتبرته قوى حزبية معروفة بعدائها للجنوب خاصة واليمن عامة تحريفاً وتجاوزاً، بل إن البعض ذهب إلى المطالبة بإجبار اللواء الزبيدي على إعادة القسم.
ومثلما اندفع نشطاء وسياسيون من أبناء المحافظات الشمالية لانتقاد اللواء الزبيدي واتهامه بتحريف القسم، فإن آخرين أشادوا بالقسم الذي أداه اللواء، مؤكدين أنه كان صادقاً ولم يخالف مبادئه أو توجهاته وفي الوقت نفسه تعهد بالمساعدة في تحرير شمال اليمن من الميليشيات الحوثية.
وكتب الإعلامي سياف الغرباني: “حفلة الإخوان على ”قسم الزبيدي“ مؤشر آخر على ضحالة العقلية الإخوانية وتآمرها”. وقال: “يدوس الحوثيون على النظام الجمهوري كل يوم، ويمارسون التشطير الجغرافي والاجتماعي والاقتصادي منذ 7 سنوات. وبدلاً من الحديث عن استعادة صنعاء والشمال، يستميت هؤلاء الرعاع لإبقاء الجدل حول عدن والجنوب.. الوحدة والانفصال”.
مستشار وزير الإعلام، فهد طالب الشرفي قال إن عيدروس الزبيدي حقق القسم قبل القسم واقعا واثبته فعلا على ارض الميدان، وناضل مع رفاقه وكافحوا وضحوا وثبتوا ورابطوا حتى تحقق لهم وللجنوب النصر، مضيفاً ان هناك من أقسم الف مرة وترك النظام الجمهوري وفر ناجياً بعمره.
ولفت، في تغريدة أخرى، إلى أن البعض كانوا ينتظرون هذا القسم لتقديمها للجنوبيين على أساس أن الزبيدي باع القضية، معلقاً على ذلك بالقول “لله درك يا عيدروس، هزمتهم للمرة السابعة والسبعين، انت موفق”..
رئيس مركز الدراسات السياسية، د. خالد الشميري، هو الآخر، أشار إلى أنه من كان ينتظر من الرئيس عيدروس يمينا دستورية خارج إطار آمال وطموح الشعب الجنوبي فهو واهم، منوهاً بأن موقف القيادة الجنوبية واضح وصادق منذ البداية.
وقال “لن يلتفوا على القضية الجنوبية أو يخونوا التفويض الذي منحهم إياه الشارع الجنوبي، ولن يبيعوا التضحيات والدماء التي قدمت في سبيل تحقيق الاستقلال”.
السياسي المعروف د.عصام شريم رئيس حزب المؤتمر في الحديدة، أشاد باللواء عيدروس الزبيدي، وقال “كم كبرت في نظري عندما خفت الله ولم تتعامل مع اليمين في رمضان وأنت صائم كمجرد برتوكول، وتجاوزت أثناء قسمك لما اورد فيه ضد قناعاتك”.
وأضاف “أختلف معك في قناعاتك تلك، لكنني احترمت فيك خوفك من الله. وما دمت تخاف الله في مجرد يمين ففيك الخير وسوف أراهن عليك انت تكون منصف للغرب قبل الجنوب. سلام الله عليك”.
بدوره الصحفي عبدالوهاب نمران علق على قسم الزبيدي بقوله “هذا رجل صادق، والله أنه لو لم يحلف حتى، فإن له الشكر هو وكافة شرفاء المحافظات الجنوبية، هم من استقبلنا بعد انتفاضة 2 ديسمبر واليوم يستقبلون قادة الجمهورية لاستعادة صنعاء بالحرب أو السلم. ولا نقول غير بيض الله وجيهكم يا ابناء الجنوب. والشكر موصول للتحالف بقيادة المملكة والإمارات”.
الناشطة السياسية نورا الجروي هي الأخرى، أشادت باللواء الزبيدي، وأكدت أنه من حقه أن يقول ما يشاء، وقالت “اللواء عيدروس الزبيدي عضو المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك من الحكمة وبعد نظر والكثير والكثير من المتشدقين بها”.
وأضافت “من حقه أن يقول ما يشاء. الأرض أرضهم والسماء سماهم وعلى الجميع احترام هذا الموقف. الجنوبيون يقفون اليوم معنا لتحرير منازلنا المختطفة من مليشيات الحوثي”.
الناشط السياسي عبدالله فرحان تحدث مطولاً عن حكاية عيدروس الزبيدي مع اليمين الدستوري، وقال “اعتقد بان نص اليمين الدستوري الذي اقسم به عيدروس الزبيدي امام مجلس النواب بصفته نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي فهو النص الصحيح بالنسبة له كممثل للمجلس الانتقالي الجنوبي. ويجب ان نحترمه على قناعته تلك ومصداقيته وصراحته”.
وأضاف: “الزبيدي كان قد سبق له بمؤتمر صحفي في الرياض قبل أسبوعين أن تحدث بكل وضوح عن خارطة طريق أورد فيها بانه مع استعادة الدولة لليمن ككل وعودة صنعاء عاصمة لليمن وإدارة المجلس الرئاسي للفترة الانتقالية حتى تحقيق الاستقرار لليمن وبعد انتهاء الفترة الانتقالية فلابناء الجنوب الحصول على استحقاقهم لتقرير المصير”، لافتاً إلى أنه ليس من المقبول ان يقسم أمام الشعب بالحفاظ على الوحدة بطريقة مخالفة لقناعاته ومساره الذي تم التوافق عليه، معبراً عن شكره للزبيدي على وضوحه ومصداقيته، ويتوجب علينا احترام قناعاته وقناعات من يمثلهم.
تعليقات الزوار ( 0 )