إن المناضل الحقيقي هو ذلك البطل الذي لم يرهبه القمع ولم يخوفه الظلم ولم يثنه التلفيق والبغي عن الصدع بكلمة الحق في كل وقت وتحت أي ظروف ومهما كانت التضحيات… المناضل الحق هو ذلك المنصف في زمان التعصُّب، الحريص على حقوق الناس حتى وإن خالفوه المنتصر للضعيف والمضطهد ولو كان على غير توجهه فهو باحث عن الحق والعدل يدور معهما حيثما دارا.. المناضل الحق هو ذاك الصنديد الأبيُّ الذي رفض الركوع إلا لله وبصق الذل الذي يُصِرُّ البعض على سقياه وأنفت نفسه من تجرع مرارة الهوان وانحناء الجباه.. المناضل الحق هو ذلك الذي زهد فيما عند الناس واختار ما عند الله فاستوى عنده نعيم الدنيا ببلائها ولم يخشَ في الله لومة لائم أو قيد سجَّان أو بطش مُستبِد وطغيان.. هذا هو المناضل الحق الذي أعرفه والذي لا أريد أن أعرف غيره.. من مناضلي المكاتب والأضواء الباهرة والأرائك الوثيرة والميكروفونات اللامعة ودعم الدول الغنية من الذين يهوى سلاطين الجور ووضعهم على يسار عروشهم الزائلة لإكمال المنظر وتزيين الصورة الزائفة بهؤلاء المناضلين المنعمين الآكلين فُتات الفقراء والمساكين من الشعب والذي بسبب توليهم للسلطة أصبح الشعب كلة فقراء ومساكين يشحتو وسط الشوارع ليحصلوا على قوت يومهم

 

مقبل عاطف