الكاتبة/ أوراس عبدالله

في قلب العاصفة، أمسك قلمي لأكتب هذه المرة عنا، إذ أريد بنا أن نكون القضية، حسنا، سأكتب لا لأبرر، ولا لأشتكي أو لاستجدي، بل لأذكر فقط أن وراء كل بثّ، وكل صورة، وكل خبر عابر أو عاجل على الشاشة، قلوب تنبض، ووجوه سهرانة، وأرواح تقاتل من أجل أن يبقى الصوت حيًّا، وأن ما نعيشه اليوم يتجاوز كل حدود النقد البنّاء، ويتحول إلى محاكمة ظالمة لنا، وكأن كل ما بذلناه لم يكن!

نحن في قناة عدن المستقلة لسنا مثاليين، و لم ندّعِ الكمال يومًا، وبكل شجاعة نعترف بأخطائنا وقصورنا ويوميا أرددها في مقدمة (حديث العاصمة) أننا نسعد بملاحظاتكم وتعليقاتكم وانتقاداتكم وأفكاركم.

ووجب التوضيح بأننا تعلمنا، ونتعلم كل يوم، ونكبر من كل تجربة، و سعينا لأن نكون أكثر صدقًا، أكثر مهنية، وأكثر التزامًا بقضايانا الكبرى في إعلام حر ومسؤول.

اليوم أرفع صوتي لينضم إلى أصوات زملائي وزميلاتي، فقد آلمتنا محاولات التشويه الممنهجة، ليس لأنها تطعن في قناتنا فحسب، بل لأنها تمس كل فرد من فريقنا يعمل بإخلاص، وبشغف ومسؤولية.

بصفتي الإنسانية لا الإعلامية أخاطب جمهورنا الكريم الذي كان ولا يزال ركيزة ثقتنا وسندنا في كل المراحل، واضعة هذه الكلمات أمامه وكلي احترام لوفائه لنا ولمراهنته علينا، ليحكم بإنصاف، ويكون ميزان الحق في وجه الضجيج الذي يتعمد تشويه الحقائق والإساءة إلى الرسالة المهنية التي نلتزم بها منذ التأسيس.

هذه الهجمة لن تثنينا عن أداء واجبنا الوطني الجنوبي والمهني في نقل الواقع وخدمة الناس، ونأمل من جمهورنا الكريم تحري الدقة وعدم الانجرار وراء المكائد المغرضة، مع التأكيد بأننا سنحتفظ بحقنا القانوني في مقاضاة كل من يروج لمعلومات كاذبة أو يسيء إلى سمعة القناة وطاقمها ليزرع الشك في عيون المشاهدين.

ومع ذلك لن نرد بالإساءة، بل نرد بتمسكنا بالحقيقة، وبتعزيز تواصلنا مع جمهورنا، وبمزيد من العمل الجاد والمسؤول، لأننا نثق أن الناس تعرف من نكون، وتدرك من يحاول النيل منا ولماذا. ونؤمن أن الكلمة الحرة لا تُقمع، وأن الرسالة النبيلة لا تُشترى.

وكلما تقسو الظروف سنقف من جديد، لن نغادر الميدان رغم التهديدات، ولن نغلق المايك أو نطفئ الكاميرا رغم محاولات الإحباط، لأننا نحب هذه الأرض، ونحترم هذه المهنة.

نعدكم أننا لن نتراجع، وسنظل نكبر بأخطائنا، ونقوى بإيماننا، ونشتغل بحرص واجتهاد لنكون عند حسن ظنكم.

لكل من هاجمنا بظلم، نقول: إننا سنواصل عملنا، ونعمل في النور، وسندافع عن حقنا في الإعلام الجنوبي بكل الطرق المشروعة، بكل ما أوتينا من قوة.