فتح مكتب في عاصمة القرار العالمي يعكس طموح المجلس الانتقالي في أن يُنظر إليه الممثل السياسي الشرعي للجنوب.فما هي الأبعاد القانونية و الجيوسياسية و الإعلامية؟و ماهي التحديات التي سيواجهها المجلس الانتقاليي؟.
انطلاقا من القانون الأمريكي فتح المكتب لا يعني اعتراف واشنطن بالانتقالي كممثل للشعب الجنوبي .و لكن يسمح له بالتعريف بقضيته ككـيان سياسي و في ذات الوقت كجماعة ضغط سياسي (Lobbying Entity)
بالنسبة للجانب الإعلامي. كسر العزلة التي رافقت المجلس الإنتقالي منذ تأسيسه يوفر فرصة للتواصل مع مراكز ألتأثير الأمريكية (Think Thanks)، و مراكز النفوذ و إالإعلام مثل معهد واشنطن و المجلس الأطلسي و أعضاء الكونجرس
يظل بيت القصيد يتمثل في التحديات التي سوف تواجه المجلس في مقدمتها ردة فعل الحكومة اليمنية المعترف بها و التي قد تعتبر الخطوة خرقًا للسيادة وتتحرك دبلوماسيًا لإغلاق المكتب.
المجلس الإنتقالي مطالب بتبني خطاب سياسي عقلاني يرتكز على الحل العادل والشامل خصوصا و أن التطورات الجيوسياسية الآنية من شأنها أن تؤدي إلى عدم تمسك واشنطن والغرب بوحدة اليمن كخط أحمر، بل منفتحين على حلول واقعيةتضمن استقرار المنطقة . هذا التطور يمنح المجلس الانتقالي مساحة للتحرك الدبلوماسي.
بدون توافق جنوبي داخلي مع إشراك حضرموت، و المهرة، و شبوة سيبدو الانتقالي غير ممثل فعلي للشعب الجنوبي مما يضعف موقفه . أما التنسيق مع الرياض وأبوظبي ضروري لا مناص منه ، خاصة أن دعمهما لا يزال يمثل رافعة رئيسية له .
المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك فرصة تاريخية، لكن نجاح مشروعه مرهون بقدرته على توحيد الصف الجنوبي، و تقديم رؤية واضحة لدولة جنوبية تقوم على مبادئ التعددية و احترام حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب. و التأكيد على الدولة الجنوبية تكون شريكا في جهود الإستقرار الإقليمي خصوصا في البحر الأحمر وخليج عدن.