الإعلام التربوي : رصد فادي حقان

9 مارس  /2022م

 

لبست حضرموت ثوبها التراثي والتاريخي والتربوي والتعليمي المجيد في اختتام فعاليات النشاطات اللاصفية المدرسية للفصل الثاني للبنات من العام الدراسي الحالي وذلك تتويج الفائزين والمبرزين في النشاطات من المدارس والثانويات والمجمعات والرياض على مستوى مديريات تربية حضرموت في حفل بهيج تربوي وتعليمي ابداعي شهدته القاعة الكبرى بديوان مكتب الوزارة بالمحافظة بحضور قيادات العمل التربوي والتعليمي بالمحافظة والمديريات والإدارات المدرسية وجميع من أولياء أمور الأطفال والتلميذات والطالبات .

 

 

 

في الحفل الذي بدء بتلاوة عطرة من آيات الله الحكيم من قبل الطالب علينا الطالب الحافظ: أحمد الخضر البشعي من مدرسة النور لتعليم ا لقرآن الكريم.

 

القى وكيل أول الوزارة مدير تربية حضرموت الأستاذ جمال سالم عبدون كلمة ظافية. قال فيها بداية يطيب لي في مثل هذا الجمع التربوي والتعليمي الكبير والضي نحتفي فيها معا بالختامي التتويجي لمجمل المسابقات الختاميّة للأنشطة اللاصفيّة للفصل الدراسي الثاني من العام 2021 – 2022م على مستوى المحافظة، وهي البطولات التي جاءت ترجمة حقيقة لما تمّ التخطيط له ووفق رؤيتنا للاستفادة من كلّ مجالات العمل التربوي والتعليمي ومساحات التألق والإبداع والتنافس الشريف فيه الذي تجسده في كلّ فصل دراسي هذه الأنشطة اللاصفيّة التي شملتها الخطّة العامّة للأنشطة، وبرنامجها الزمني المستوعب لطبيعة الظروف وحركة الواقع خلال الفصلين الدراسيين ومحورية انطلاقها من المدارس والمجمعات والرياض مروراً بالتنافس على مستوى المديريات وصولاً إلى التتويج النهائي على مستوى المحافظة.

 

وأشار الوكيل عبدون إلى ان هذه النشاطات تعدّ جزءاً حيوياً وفاعلاً ومهماً في المسيرة التربوية ولا تقلّ أهميتها عن الأنشطة الصفيّة والمختبرية والعلمية والتقنيّة التي تسهم في التطور المعرفي للتلميذ والطالب وتكوين وصقل شخصيات التلاميذ والطلاب بالقدرات والمهارات والطاقات الإبداعية الخلابة، لافتنا الى ان قيادة مكتب التربية بالمحافظة وضعت نصب عيننها في السعي المتواصل للارتقاء بمكونات العملية التربوية والتعليمية بالمحافظة جميعها وتحقيق تلك الغايات والأهداف منطلقين من ضرورة الإنجاز في هذين المحورين الذي يصب كلٌ منهما في مصلحة الآخر، ويحدث تراكماً نوعياً في الميدان التربوي والتعليمي ويدفع باتجاه تجديد الروح التربوية والتعليمية بدءاً من الخلية الأولى المدرسة وصولاً إلى مفاصل المجتمع كاملاً، فمنذ انطلاق الحصّة الدراسيّة الأولى في هذا العام الدراسي الذي نطوي أيامه الأخيرة بنجاح كبير.

وأضاف وكيل اول الوزارة مدير تربية حضرموت لقد عملنا على تكثيف النزولات الميدانية لمتابعة سير الدراسة في عدد كبير من مدارس ومجمعات ورياض أطفال مديريات المحافظة وحرصنا على تقصي الحقائق في الميدان التربوي وفهم المشكلات ومعالجتها المباشرة والبحث في كيفية الوقوف أمام تحديات الواقع التربوي والتعليمي والحفاظ على استقراره ونهوضه وانجازاته التي تحققت خلال الفترة الماضية بفضل الدعم والمساندة من قبل معالي وزير التربية والتعليم الأستاذ طارق سالم العكبري ومتابعته الدائمة لكلّ ما يعتمل في واقعنا التربوي والتعليمي بمديريات المحافظة كافة، والرعاية المستمرة من قبل الراعي الأول محافظ محافظة حضرموت – قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، القائد الإنسان الذي وضع القطاع التربوي والتعليمي في أولويات اهتماماته اليومية مبدياً حرصاً كبيراً على تطوير منظومة العمل التربوي والتعليمي وتحديثها ورفدها بما يسهم في عملية الارتقاء برسالتها المجتمعية لبناء الأجيال الحضرمية القادمة وتمكنها من مواجهة تحديات المستقبل بالعلم والمعرفة ومهارات وخبرات التكنولوجيا وتقنيات الحاسوب،

مؤكدا ان هذه الرعاية والدعم من قبل المحافظ البحسني لقيت ترحيباً وصدى كبيراً في واقعنا التربوي المعيش، وترجمتها الجهود الكبيرة من قبل قيادات وكوادر ومنتسبي القطاع التربوي والتعليمي، ومجالس آباء وأمهات وشخصيات اجتماعية بالمديريات والمحافظة وجسدت روح التكاتف وعناوين التكامل الحقة بين المدرسة والمجتمع المحيط،

 

وتطرق الوكيل عبدون إلى إننا لم نقف عند حدود التقاط المشكلات ومعالجتها في حينه، بل عملنا على إشراك الإدارات التربوية والتعليمية بالمديريات في وضع الحلول والمعالجات من خلال إنزال كافة الصلاحيات إليها ومراقبة سير عملها والبحث عن الطرق والأساليب الأفضل والأكثر جدوى لتلافي أية إخفاقات وتقليصها إن وجدت، وهو ما تبلور واضحاً من خلال اللقاءات التشاورية المتكررة التي يسودها روح المكاشفة والصراحة للخروج برؤى وأفكارا مبدعة تضمن استقرار واستمرار العملية التدريسية في قطاعنا التربوي والتعليمي دون أي تعثر أو إرباك.

 

واستطرداً قائلا أننا ندرك جيداً ما يعنيه استقرار واستمرار العملية الدراسية حتى في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها الوطن من أقصاه إلى أقصاه، وما يحصده المجتمع في حضرموت من ثبات هذا القطاع المهم في حياة الأمم فإننا عملنا انطلاقاً من الأمانة الثقيلة التي تحملناها لسنوات طويلة ولم نزل نعمل على بلوغها أهدافها النبيلة خدمة للأبناء التلاميذ والتلميذات والطلاب والطالبات وصوناً لمستقبلهم المنشود الذي هو الأمل في القادم الأفضل لحضرموت، كل حضرموت، ولم نتردد في اتخاذ الخطوات الراسخة لتحقيق هذه الغايات مهما كلفنا ذلك من معاناة وتعب وجهد إلا إن المكاسب والإنجازات التي يحققها هذا القطاع وتترجم مشاريع متنوعة

 

تشمل الرقعة الجغرافية لحضرموت قاطبة هو ما يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهود والمتابعة والإشراف لاستكمال ما تم التخطيط له في سنوات مضت وبات يتحقق مع شارقة كل صباح جديد.

 

 

 

 

 

 

 

وبين وكيل أول الوزارة مدير تربية حضرموت أنه منطلق ديمومة التدريب والتأهيل لمنتسبي القطاع التربوي والتعليمي، فقد شهد الفصل الدراسي الثاني من العام الجاري جملة من ورش العمل النوعية والاختصاصية استفادت منها قيادات العمل التربوي والتعليمي وشرائحه بالمحافظة والمديريات لمعالجة مشكلات فنيّة وتربوية وتعليمية وتقنيّة وصحيّة وأثرت في هذه المجالات وخرجت بحزمة من القرارات والتوصيات التي تصب في عملية التطوير والتحديث المستمرة.

 

مضيفاً لقد حرصنا كذلك على مواصلة عملية التدريب والتأهيل للكادر التعليمي فكانت الدورة التدريبية النوعيّة لمعلمي ومعلمات مادة المنطق، كما تابعنا خطتنا التدريبية والتأهيلية للمعلمين المتعاقدين والمعلمات المتعاقدات في دورتهم السابعة التي أسهمت في تلقيهم العديد من المعارف والمهارات والطرائق المفيدة والتي تذهب إلى عمق المادة التدريسية وتدفع بهم إلى الفهم الشامل لمقتضيات العطاء التربوي والتعليمي داخل حجرات الدرس وقاعات المختبرات ومعامل الحاسوب.

وقال في كلمته أيضا بالحفل البهيج لقد جاءت تحركاتنا اليومية لصياغة رؤية تربوية وتعليمية فاعلة تتأمل الواقع وتراقبه وتضع محددات لمواجهته بفهم عميق لحقائقه، فقد انطلقنا باتجاه تنشيط وتفعيل الوجه الآخر للعملية التربوية والتعليمية ألا وهو النشاطات الصفية واللاصفية

 

مؤكداً أننا على يقين من نجاح توجهاتنا في هذا المحور المهم من محاور العملية التربوية والتعليمية منطلقين من الخطّة العامّة لمكتب التربية بالمحافظة، وهي الخطّة التي تتوزع علي فصلي العام الدراسي وتستهدف كل شرائح الحقل التربوي والتعليمي – ذكوراً وإناثاً – وتصبح خارطة طريق لتفعيل الأنشطة المدرسية بجميع مدارس التعليم الأساسي والثانوي وتعليم القرآن الكريم والمجمعات المسائية ورياض الأطفال ومركز النور للمكفوفين وتدريب المعاقين بالمكلا،

 

واستعرض الوكيل عبدون عدد النشاطات في الفصل الدراسي الثاني بلغت أربعة وأربعين نشاطاً، شارك في تصفياتها الأولى على مستوى المديريات أكثر من عشرة آلاف من البراعم والزهرات والتلميذات والطالبات والمعلمات والمعلمين، وقد كان منها إجراء المسابقات التنافسية بين صفوف التواسع والثوالث ثانوي في التحصيل العلمي للمقررات المنهجيّة للبنات ومسابقات الإنشاد الديني للأساسي والإبداع الشعري والقصصي لطالبات الثانوية العامة والمعلمات وفن الإلقاء والتحدّث باللغتين العربية والإنجليزية وتقنيات الحاسب الآلي ولأول مرة مسابقة العمل المسرحي للمعلمين، والبحوث التربوية الإجرائية للمعلمين والمعلمات واللوحة الاستعراضية الفنية لبراعم وزهرات رياض الأطفال على مستوى المديريات

 

وقال الوكيل عبدون لقد جسدت هذه التصفيات بالنسبة لنا الكثير من المعاني التي نعمل على تعميقها في ثنايا المجتمع وأعطتنا شعوراً غامراً بالارتياح نظير ما لمسناه من تفانٍ وروح تنافس شريفة سادت أجواء تلك المنافسات المتنوعة والمتعددة التي كانت فيها جميع الأطر التربوية والتعليمية متفاعلة وحريصة على التفوق والنجاح وحصد البطولات والدروع والشهادات، حيث كانت رحلة هذه المسابقات للأنشطة اللاصفيّة على مستوى المحافظة تتواكب مع العديد من الإنجازات الوطنية التي حققها مكتب تربية حضرموت،

 

وأضاف وكيل أول الوزارة مدير تربية حضرموت الى ان المحافظة تشرفت باستضافة مسابقة التصفيات الوطنية لأولمبياد الفيزياء النسخة (الرابعة) والرياضيات في نسختها (الثامنة) على مستوى المحافظات المحرّرة بالجمهورية، بتكليف من معالي الوزير طارق العكبري، والتي أقيمت في مدينة المكلا للفترة من: (19 – 20) فبراير 2022م، وكللت بالنجاح الكبير، إضافة إلى التميّز والتألق الذي تحقق في المنافسات الدولية للمدارس المتميّزة للأعوام الدراسية 2020 – 2023م التي ينظمها المجلس البريطاني الثقافي، وشاركت فيها العديد من الدول العربية، وهو المحفل الدّولي الذي حصدت فيها صروحنا التعليمية المنافسة المراتب الأولى على مستوى الابتكار في المشاريع والتطبيقات التي تسهم في تطوير الطرق والوسائل التربوية والتعليمية وتعمل على إدماج الأبعاد الدوليّة في هذه المدارس.

مشيراً الى اننا نلتقي في هذا الصباح التربوي والتعليمي البهيج لنكرّم خمسمائة وسبعة وعشرين من الحاصدات والحاصدين للمراكز الثلاثة الأولى في مسابقات الختامية للأنشطة اللاصفيّة في فصلها الثاني من العام الجاري 2021 – 2022م، في ظل أجواء تنافسية شديدة إلا أنهم نجحوا وحصدوا هذه المراكز الأولى.

 

مختتما كلمته بتجدّيد الشكر والتقدير لمعالي وزير التربية والتعليم الأستاذ طارق سالم العكبري والراعي الأول المحافظ القائد اللواء ركن فرج سالمين البحسني وكذلك كلّ الذين قدموا عصارة جهدهم وتعبهم وتفانيهم منذ بدء العام الدراسي من قيادات العمل التربوي والتعليمي بالمحافظة والمديريات والإدارات المدرسية وأولياء الأمور والبراعم والزهرات والتلاميذ والطلاب لنجتمع في هذه القاعة ونحن نطوي الأيام الأخيرة من العام الدراسي لنحتفل ونبتهج بهذا التكريم

 

وعقب ذلك جاءت اللحظات الجميلة على خشبة المسرح التربوي المنير من عبير الفرح وأريج التميز والتفوق لهذه الزهور الندّية من تلميذات مدرسة الطليعة بمنطقة شحير بمديرية غيل باوزير .. بأنشودة (ألا يا الله بنظرة من العين الرحيمة ).. أداء التلميذات: جنات قيس بادقيدق وجميلة قاسم البكري ونور صالح العوبثاني ووعد أحمد طراد وهديل نايف بن شعب تدريب التربويات: فاطمة سعيد بن شعب وهند سالمين العوبثاني ووداد أحمد بازار وهند سالم بن وبر

 

وبعدها شكلت حضرموت منذ أزمنة سحيقة، وظلت وستظل قابضة على جذوة الأصالة والتاريخ وجمرة الحضارة والتراث، الحضرمي وشكلت هوية وسطيّة دائمة وانتماء راسخ وعميق، لتعود اليوم في حلة جديدة تنثر معاني ومشاهد الزمن القديم الجميل.. ونتابع معاً العمل المسرحي حضرموت الخير الذي يمزج حكايات الماضي وعبق السنين في مشهد تمثيلي موحيٍ ومعبّر من أداء تلميذات الصف الثالث بمدرسة الجلاء للتعليم الأساسي بمديرية الشحر.. بعنوان (حضرموت الخير..) تأليف وتدريب التربوية: تهاني عوض العوبثاني وتدريب التربوية وفاء عبده باعبيد متابعة وإشراف التربويتين أروى أحمد باعبيد وفاطمة عمر العاكف..مشهد تمثيلي يحاكي التاريخ، ويغازل الحاضر، ويوشوش المستقبل.

 

 

 

بعد ذلك عرضت اللوحة التراثية التعبيرية الراقصة من أعراس حضرموت، لتبدو حضرموت الأمس في أبهى صورتها اليوم، يقدمها براعم وزهرات روضة شحير بمديرية غيل باوزير. فكرة المربيّة: منال خميس الرباكي فريق العمل المبدعين: سعيد برك بن قفلة وبخيت بن تيسير ولطفلي وبران ومحمد سالم بن محرّكة واسماء عمر بازار..

 

تدريب المربيات: منال الرباكي ودعاء الشعملي وجدان الرباكي وأوسان الصليبي وسلوى برعود وفاطمة جمعان وأنيسة بادقيدق ورجاء بن سلمان. بمصاحبة الفرقة الموسيقية الفنانين العازفين: يسلم عوض بافطيم وأحمد سالم بامخرم وعوض سعيد باشطح وعوض سعيد برعود وطارق عمر بكير وخالد عوض محيمدان وبكري بامطرف.. إشراف مديرة الروضة التربوية أماني محمد سالم مرعي

 

ثم عاد الحفل مجدداً مجدّداً في مدينة الشعر والفن .. سعاد المحضار، ومع مكارم الأخلاق، مدرسة الإبداع والتميّز المستمر، عاش الحاضرون لحظات وتلميذاتها في أنشودة تعبيرية راقصة بعنوان: روح التنافس من كلمات الشاعر التربوي: علي ربيع بمعرفة وإنشاد الطالبة رشا المقدي. ولحن التربوي الفنان الأستاذ أنور سعيد الحوثري تدريب التربويات عائدة سالم بن سعد وعائدة حسين عبدالحافظ وعالية حسين عبدالحافظ . إشراف التربوي عبدالله جروان..

 

وللشعر حضور دائم في فضاء الفنّ والإبداع، يترجم الأفراح ويبتهج بالنجاحاتـ، ويرسم الإنجازات ويتغنّى بالمكاسب، قصيدة شعرية بعنوان دعوني احدثكم : للتربوية الإعلامية أروى محمد بايزيد.

 

ومسك ختام هذه الأجواء التربوية والتعليمية لحظة التكريم .. لحظة ننثرها الأن على بساط قاعة الاحتفالات بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة، وتسجلها الذاكرة كذكرى عطرة تشعرنا بالفخر والاعتزاز للمبدعين والمميزين والمتفوقين في كل مسابقات الأنشطة اللاصفية الختامية على مستوى المحافظة والمشاركات الوطنية والدولية