لا تزال أصداء جريمتي اختطاف عمال إغاثة يتبعون منظمات دولية في أبين ووادي حضرموت، قائمة على الساحة، وسط غضب عارم من مخاطر تفاقم ظاهرة الإرهاب في الجنوب وتحديدًا من قِبل تنظيم القاعدة.

مسلحون يتبعون تنظيم القاعدة اخطتفوا موظفيّن تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود يوم السبت في الطريق الرئيس الواصل بين مدينة سيئون ومنفذ العبر بوادي حضرموت، في واقعة تشبه جريمة مماثلة عندما اختطف مسلحو القاعدة أيضًا عمال إغاثة يتبعون منظمة دولية في محافظة أبين قبل أسابيع.

يبدو أن الجريمة الإخوانية كانت مرتبة بشكل دقيق، فالشرعية سعت بشكل واضح إلى تحريك أصابع القاعدة لصناعة هذا الإرهاب في الجنوب بشكل كبير، وذلك بالتزامن مع تشكيل حراك دولي مناهض للمليشيات الحوثية.

هذا الحراك تمثّل في مشروع القرار الذي صدر عن مجلس الأمن والذي قضى بحظر توريد الأسلحة للمليشيات الحوثية، وهو ما مثّل دلالة قوية على أنّ هناك حالة غضب شديدة من قِبل المجتمع الدولي من المليشيات التي تحركها إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

ومن الواضح أنّ الشرعية الإخوانية عملت على تحريك أذرعها الإرهابية من أجل إثارة الالتفات إليها لصرف الأنظار بشكل أو بآخر عن الحوثيين لا سيّما أنّ قرار حظر توريد الأسلحة تم تحليله سياسيًّا بأنه باكورة مرحلة جديدة من الضغط السياسي على الحوثيين، ليس أقلها الإقدام على تصنيف المليشيات تنظيمًا إرهابيًّا.

الشرعية الإخوانية انتابتها حالة رعب من أن يُسحَب البساط من قبضة المليشيات الحوثية، ومن ثم الاتجاه نحو وضع حد للحرب التي طال أمدها بشكل كبير، وبالتالي يكون ذلك بداية النهاية للشرعية الإخوانية واختراقها من قِبل حزب الإصلاح وهو ما شكل هاجسًا مخيفًا ومزلزلًا لدى الشرعية.

وفي مواجهة هذه التهديدات التي حاصرت الشرعية، فقد لجأ المعسكر الإخواني إلى محاولة جذب الأنظار نحو قضية أخرى، مفادها تفاقم خطر الإرهاب في الجنوب بشكل كامل، عبر تحريك ذراع القاعدة، منعًا لأي خطوات جديدة يتم اتخاذها ضد المليشيات الحوثية وحليفتها الإخوانية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الشرعية على إشهار هذا السلاح، لكنّها دأبت على ممارسة مثل هذه الأمور، بيد أنّ تكثيف وتيرة الجرائم التي تدفع إليها الشرعية الإخوانية في هذه الآونة مرتبط بحجم التغيرات التي طرأت على الساحة والتي تضمنت تعرض الحوثيين والشرعية لحصار مدقع ربما يكون غير مسبوق في وتيرته.