✍🏻بقلم: سالم علي بامخرمة

 

إلى المرابطين على ثغور غزة .. نستسمحكم عذرا في ذكرى نصركم المؤزر .. تعجز أقلامنا عن أداء حقكم والوفاء لكم، وليس ثمة شعور أسوأ من شعور العجز.

عام مضى مثقلٌ بالأحزان والآلآم .. عشناه بكل يوم وكل ساعة، رأينا مالم نكن نتوقع أن نراه من مجازر وحشية يندى لها جبين البشرية -إن كان للبشرية جبين- في ظل صمت عربي مهين.

غزة المنهكة الواقعة تحت حصار ظالم منذ مايزيد عن عشرة أعوام، صنعت الصعب ورسمت تاريخا جديدا مجيدا حينما اجتاز أبطالها السياج الزائل -بإذن الله- فجر السابع من أكتوبر، واقتحموا مستوطنات العدو الصـ ـهـ يـ ـو ني وأذاقوه بعضا مما يستحق، واسقطوا يومها وجه السياسة الغربية القبيحة، وشعاراتهم المزيفة، ودعمهم اللامحدود للكيان الغاصب رغم تجاوزه كل القوانين والمواثيق الدولية.

وكما تجهز الغزيّون للمعركة تجهز الغرب لهذه اللحظة، فسخّر أقلامه المأجورة للدفاع عن الغزو الصـ ـهـ يـ ـو ني وتبريره وربط القضية الفلسطينية بالعدو الإيراني، وصنعوا أبطالا من ورق يخوّفون الأمة العربية بهم ومن خطورتهم، وهم أهون من بيت العنكبوت.

إن القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين منذ فجر التاريخ، حررها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفتحها والفاتح صلاح الدين الأيوبي، وخاض العرب والمسلمون المعارك للدفاع عنها في العصر الحديث ليس بدءا من حرب 48م (النكبة) وحرب 67م (النكسة) وانتصار أكتوبر 73م .. ولكن هذه المرة حاول العدو الصـ ـهـ يـ ـو ني وبذل جهده الانفراد بغزة وعزلها عن وسطها العربي.

لقد تجهّزت غزة لمعركة التحرير ولكن لم يكن بحسبانهم حجم التخاذل العربي والإسلامي حتى خَلَت معظم العواصم العربية والإسلامية عن مجرد المناصرة والاحتجاج السلمي فضلا عن اقتحام سفارات الكيان الزائل وأمريكا..

لقد أعدّ شباب وأبطال غزة العدة لمعركة التحرير .. فهاهو عام مضى ولازال الاشتباك المسلح مع قوات العدو الصـ ـهـ يـ ـو ني في كل شبر من أرض غزة الطاهرة، وعجز العدو عن مواجهتهم في ميدان المعركة فلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة والقتل الجماعي والتدمير الممنهج أمام مرأى ومسمع العالم.

وفي ذكرى أكتوبر المجيد نقف وقفات عابرة أمام أبرز مظاهر النصر المبين ..

١. لقد أوقفت معركة طوفان الأقصى سياسة التطبيع والخيانة مع الكيان الصـ ـهـ يـ ـو ني الزائل وأعادت القضية الفلسطينية إلى سابق عهدها ودورها.

٢. كشفت معركة طوفان الأقصى هشاشة الإحتلال وأن لا بقاء له دون الدعم الغربي اللامحدود.

٣. كشفت معركة طوفان الأقصى أصواتا من بني جلدتنا -الطابور الخامس- يعملون لصالح أجندات الغرب وقوى الاستعمار.. يبيعون أوطانهم مقابل حفنة من دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين .. يطبلون ليل نهار لصالح المشروع الصهـ ـيـ و ني في المنطقة ويصنعون أبطالا من ورق .. يخوّفون الأمة من مغبة المواجهة ويدعون للاستسلام لا السلام .. يخلطون الحابل بالنابل.. هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان.

إن يوم السابع من أكتوبر ليس كما قبله.