زيارة مستفزة أجراها المدعو صالح طيمس رئيس ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى، إلى مدينة المكلا، شهد خلالها عرضًا عسكريًّا بدى أنه رسالة من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية في مواجهة السخط الجنوبي العارم من وجود مليشيا علي محسن الأحمر.

العرض الذي شهده طيمس في كلية الشرطة جاء في أعقاب مليونية سيئون التي ثار فيها آلاف الجنوبيين لإزاحة المنطقة العسكرية الأولى لما ارتكبته من جرائم إرهابية عديدة ضد المواطنين، لتملكها ترسانة عسكرية مسلحة لم يتم توجيهها لمحاربة المليشيات الحوثية لكنها وظفتها في الاعتداء على الجنوبيين.

إعلام الإخوان احتفى بزيارة طيمس واعتبرها رسالة تهديد مباشرة للجنوبيين، لكن تصريحا نُسب إلى القيادي العسكري الإخواني، نقله ناشطون من حضرموت، كشفوا أنّ طيمس أكّد أن عناصره لن تفرط بكل السبل في المصالح العامة والخاصة، وهو ما فسِّر بأنه يقصد حقول النفط الخاضعة لسيطرة مليشيا الشرعية الإخوانية.

تصريح طيمس يؤكّد أن إصرار مليشيا الشرعية على إبقاء مسلحي المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت إنما هدفه هو السيطرة على حقول النفط في الجنوب والسطو عليها والإتجار بها وتهريبها لمناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية.

والنفط الذي يزخر به الجنوب تحول إلى مصدر ثراء لصالح المليشيات الإخوانية التي توظفه في إطار العمل على تأزيم الوضع المعيشي للجنوبيين وتمكين قيادات الشرعية الإخوانية من تكوين ثروات ضخمة، وهو أحد الأسباب التي دفعت الشرعية لإطالة أمد حربها ضد الجنوب.

إصرار الشرعية على استهداف الجنوب وثرواته على هذا النحو المرعب يفتح الباب أمام تصاعد كبير في الغضب الشعبي الذي ينفجر في وجه الشرعية، لا سيّما أن جرائم الإخوان في حضرموت تأخذ أشكالًا عدة، إذ لا تقتصر على نهب ثروات الجنوب هناك لكن اعتداءات غاشمة يتم ارتكابها على صعيد واسع.

كما أنّ جرائم مافيا الشرعية في نهب ثروات الجنوب النفطية تزامنت مع تؤزم واضح في الأعباء المعيشية على المواطنين، في ظل معاناة مستمرة من نقص إمدادات النفط في أرجاء الجنوب، وما صاحب ذلك من أزمات متواصلة في ارتفاع الأسعار وتردي الخدمات.

كما أنّ الكميات الشحيحة التي تصل من الوقود التي تصل إلى المواطن الجنوبي يتم بيعها بأسعار مرتفعة للغاية، مقارنة بأسعار بيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية على الرغم من الافتراض يقول إن العكس هو الذي كان متوقعًا، بمعنى أن يباع الوقود في الجنوب أرخص من الشمال الملتهب بالإرهاب الحوثي.

يُستدل على ذلك مثلًا بأنّ دبة الغاز تباع بـ950 ريالًا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، مقابل 18 ألف في العاصمة عدن، وكذا الحال بالنسبة لأسعار بيع الوقود في تلك المناطق.