تتخفى الكثير من القيادات الإخوانية وراء عباءة الشرعية، للدخول في شراكات مع المليشيات الحوثية لتحقيق مكاسب لكلا الفصيلين الإرهابيين، مع تأزيم مشترك لأوضاع المواطنين في تلك المناطق.

أحد هؤلاء القيادات هو التاجر أحمد العيسي المتورط في كثير من قضايا الفساد، والذي يستغل نفوذه في الشرعية، وقربه بل اعتباره الذراع اليمنى في قبضة الإرهابي علي محسن الأحمر، للعمل على تحقيق ثروات ضخمة، عبر الشراكة الاقتصادية المشبوهة مع المليشيات الحوثية.

يملك العيسي أربع شركات لاستيراد النفط وأكثر من 18 ناقلة، بعدما بدأت رحلته مع هذا القطاع بإدارة حسابات المحطات النفطية الخاصة بوالده، لكنّه سرعان من تحول إلى أحد تجار الحرب البارزين، بعدما استغل نفوذه في معسكر الشرعية في إحكام القبضة على النقل البحري لصادرات النفط.

تتبع العيسي الكثير من الشركات العاملة في مجال النفط لصالح الحوثيين، وقد كشفت مصادر لـ”المشهد العربي”، أن العيسي يملك عدة سفن تستورد النفط لشركات تمكلها قيادات حوثية، وتدر على الجانبين مكاسب ضخمة.

المصادر أوضحت أن هذه الصفقات تتم بشكل مباشر وشكل غير مباشر، إذ يتم بعضها عبر وسطاء يتبعون العيسي للتحايل على مسارات الصفقات، وإبعاد أي اتهامات عن الشرعية في هذا الجانب.

رسميًّا، يتولى المدعو العيسي منصب نائب مدير مكتب الإرهابي علي محسن الأحمر، لكن من الواضح أن ممارسات العيسي المتنفذة تتخطى منصبه بشكل كبير، فالرجل أصبح إحدى أخطر حلقات الربط بين الحوثيين والشرعية على مدار السنوات الماضية، ويدر على كلا الفصيلين مكاسب مشتركة، في أغلب ذات طابع مادي.

استغل العيسي علاقته المقربة من هادي وأبنائه لتوسيع إمبراطوريته التجارية واحتكر واردات الوقود إلى العاصمة عدن، وقد حاول إبعاد الاتهامات عن نفسه بالزعم بأنه يتخذ موقفًا معاديًّا للحوثيين ويزعم أن تجارته بعيدة عن مناطق المليشيات، غير أن تتبع مسارات تجارته تكشف حجم ارتباطه بالمليشيات الحوثية، بما في ذلك الاستعانة بأسماء وهمية لمنع افتضاح جريمته.

تخادم العيسي مع الحوثيين على هذا النحو هو جزء من عداء أوسع نطاقًا موجه ضد التحالف العربي، وقد تم الكشف مسبقًا أن هذا التاجر المدان بجرائم فساد، يدفع آلاف الدولارات شهريًّا لخلايا إعلامية إخوانية وحوثية لدعم كلا الفصيلين مع توجيه هجمات سياسية ضد التحالف.

هذا التخادم قاد العيسي لأن يمارس السياسة بعقلية تجارية مجردة من القيم وكان شاغله الرئيسي هو تحقيق الربح دون غيره، حيث أبرم الكثير من الصفقات التجارية المشبوهة وارتكب جرائم تهريب واحتكار.

كما أن العيسي استغل نفوذه من أجل إدخال الكثير من الصفقات المشبوهة التي تمثّلت في تهريب مشتقات نفطية مخالفة للمواصفات والمقاييس، وتصل هذه السفن إلى موانئ عدن وقنا والمخا، علمًا بأن هذه العمليات لا تحصل على تصاريح رسمية كما أنها لا تدفع رسوم عبور في إطارها الشرعي، بالتنسيق مع المليشيات الحوثية.

إذا كانت هذه هي طبيعة بين العيسي والحوثيين تجاريًّا، فقد سبق أن غازلهم الرجل سياسيًّا، عندما قال في مقابلة إعلامية عن المليشيات إنها تتعامل كالرجال وتفي بوعودها بل فضّلها على التحالف.

خروج تصريح على هذا النحو من رجل نافذ في معسكر الشرعية أمرٌ يحمل دلالة واضحة على أنّ الشرعية الإخوانية شريك وحليف قوي مع الحوثيين، وأنها تتستر وراء عبارات مطاطة للحصول على أكبر دعم ممكن من التحالف، مع التقارب مع المليشيات بكل الطرق الممكنة لتحقيق مآربهما.