في ظل ظروف غاية في التعقيد وواقع صعب يعيشه المواطن لا يحتمل المزيد من الأزمات أو الانتظار، عادت الحكومة إلى عدن، وسط ردود فعل باهتة لتلك العودة التي لم تكن الأولى وقد لا تكون الأخيرة ووسط آمال شبه منعدمة بل آمال مرحلة ومرتبطة بمدى جدية الحكومة بالقيام بمسؤوليتها في معالجة الأزمات.

الحكومة عادت هذه المرة وبأعضائها السابقين وعلى رأسها أحمد بن مبارك عقب إقالة معين عبدالملك لكن العودة هذه جاءت في ظروف صعبة وبعد أن وصلت الأوضاع الى مستويات متدنية كانت الحكومة نفسها أحد تلك الأسباب لكنها اليوم مطالبة بتحمل مسؤوليتها تجاه المواطن الذي لم يعد مهتماً بالأسماء والأخبار أو التصريحات والاستعراضات الميدانية بقدر ما يهمه مدى الجدية في التخفيف من المعاناة.

الاقتصاد وانهيار العملة ارتفاع الأسعار وعدم انتظام صرف المرتبات وتردي الخدمات ملفات عديدة بحاجة اليوم أن تطرق الحكومة أبوابها لتمثل فرصة أخيرة لإصلاح وانعاش ثلاث أعوام من الفساد والتهرب من المسؤولية فهل ستفيق الحكومة هذه المرة أم أنها ستدخل في صدام مباشر مع المواطنين إذا ما استمر الأداء على نمط ما قبل تغيير رئيسها.