مسيرة حياة محفوفة بالمخاطر والتحديات هي مسيرة حياة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، الرجل الذي تقلد أخطر المناصب السياسية والمهمات الصعبة والفدائية في مدينة كانت تعيش تحت رحمة أخطر التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش.
في العام 2015 ومع تقلد الرئيس الزُبيدي أول منصب سياسي كمحافظ للعاصمة عدن في اعقاب انتصار الجنوب على الاجتياح الحوثي، أطلق الرئيس الزُبيدي تحديه الأول لتنظيمات الإرهاب العالمي في بيان مقتضب قال فيه: هناك جماعات مسعورة تريد لنا العيش مطاردين حتى في مدينتنا وستكون مواجهتها اولوياتنا ونتعهد بإعادة عدن آمنة حتى لو كلفنا ذلك حياتنا، بهذه الكلمات الصادقة أطلق الرئيس الزُبيدي بميعة اللواء شلال شائع شرارة معركة القضاء على الإرهاب.
لم يمض الكثير من الوقت قبل ان تقبل القاعدة وداعش التحدي حتى تعرض الرئيس عيدروس الزُبيدي لست محاولات اغتيال متتالية ثلاثة منها بواسطة سيارات مفخخة اما الثلاث العمليات الأخرى فاستخدمت بها القاعدة وداعش أكثر من عشرة انتحاريين، واسفرت تلك العمليات باستشهاد وجرح العشرات من جنود الحماية الخاصة بالرئيس الى جانب مدنيين بينهم اطفال، بالإضافة الى أكثر من ست محاولات اغتيال أخرى طالت اللواء شلال شائع فيما وصفت عمليات التفجير تلك بأنها الأعنف في تاريخ العاصمة عدن.
العام 2016 كان عاما فاصلا في تاريخ عدن حيث ضجت أصوات الانفجارات مديريات العاصمة بعشرات العمليات الانتحارية بواسطة الانغماسيين والمفخخات، ففي الخامس من يناير نجا الرئيس عيدروس الزُبيدي من هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري في مدينة انماء وذلك في أعقاب 20 يوما فقط من تقلده منصب المحافظ، وفي السادس عشر من فبراير عناصر داعش قد نفذت عملية إرهابية ضخمة بواسطة انتحاريين استهدفت موكبي الرئيس الزُبيدي واللواء شلال اللذين نجيا منها بمعجزة، ولم ينفك التنظيم الإرهابي حتى عاود محاولا اغتيال الرئيس الزُبيدي في الـ28 من أبريل بسيارة مفخخة نجا منها الرئيس الزُبيدي أيضا، لتتليها عملية إرهابية أخرى في الأول من مايو حيث فجر انتحاريا مترجلا نفسه على موكب الرئيس عيدروس قبل ان ينجي منها.
وعلى الرغم من فقد الرئيس لأشرس رجاله بين شهيد وجريح في تلك العمليات الإرهابية، والاثار التي خلفتها تلك الهجمات على كل ما هو حي في عدن، الا انها زادته إصرارا وحرّكت في نفسه الشعور المتأصل بعدم اليأس والمضيّ حتى النهاية في الطريق الذي قرر السير فيه، وهي الميزة التي جعلت الرئيس الزُبيدي ينتصر مجددا في أمّ معاركه وأكثرها نبلا وبعد ان كادت عدن ان تصبح ولاية داعشية مكفنه بالسواد نجح الرئيس الزُبيدي بمعية رجال الجنوب الاوفياء بإعادة الهدوء والسكينة إلى شوارع العاصمة عدن.
تعليقات الزوار ( 0 )