محمد علي رشيد النعماني
تواجه إسرائيل أصعب تحدي في تاريخها منذ بدء عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة انتقاماً للجرائم الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. هذه العملية، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 ولا تزال مستمرة حتى الآن تعد من أكبر وأشد العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل منذ عام 1948. فقد استخدمت فيها أسلحة متطورة ومتنوعة، مثل صواريخ محلية الصنع وصواريخ إيرانية وروسية، وطائرات مسيرة وزوارق مفخخة .
كما أنها على وشك إشعال شرارة حرب إقليمية واسعة، يشارك فيها حلفاء المقاومة من لبنان واليمن وسوريا والعراق.
أثرت هذه العملية بشكل كبير على حياة الإسرائيليين، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن نسبة الرضا عن أداء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انخفضت إلى 25%، وأن نسبة الثقة في الجيش الإسرائيلي انخفضت إلى 40%، وأن نسبة الدعم للحل السلمي مع الفلسطينيين ارتفعت إلى 60%. كما شهدت إسرائيل احتجاجات واسعة ضد الحكومة والجيش، ومطالبات بالاستقالة والمحاسبة، و انقسامات داخلية بين الأحزاب والطوائف.
إسرائيل، التي كانت تفخر بقوتها وثباتها، تجد نفسها في مواجهة خصم لا يرهبه الموت، ولا يرضخ للضغوط الدولية. المقاومة الفلسطينية، التي تضم حركات مختلفة مثل حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من فصائل المقاومة ، أبهرت العالم بقدرتها على إطلاق آلاف الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، واختراق بعضها بريا، وأسر عدد من الجنود والمستوطنين .
جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يحظى بدعم أمريكي كبير، لم يستطع إيقاف هذه الصواريخ، رغم استخدامه للقبة الحديدية وغيرها من أنظمة الدفاع.
تعليقات الزوار ( 0 )