سيطرت مليشيات الحوثي، الأسبوع الماضي، على مديريات بيحان وعسيلان والعليا، ووصلت إلى مدينة النقوب ومثلث السعدي الرابط بين عتق ومارب وبيحان، وسط حالة ذهول من دخول المليشيات إلى هذه المناطق دون قتال.
وبعد أيام من سقوط هذه المناطق لا تزال تداعيات السقوط غير مفهومة للمواطنين في المحافظة، وكيف وصلت المليشيات بهذه الصورة المفاجئة دون مواجهات تذكر رغم وجود قوات كبيرة تابعة لمحور بيحان الذي يضم 7 ألوية بالإضافة إلى القوات الأمنية.
ويتحدث الشارع الشبواني عن مؤامرة إخوانية حوثية في التطورات الأخيرة، خصوصاً عقب انتفاضة قبلية في عسيلان ضد المليشيات، ودفع السلطات المحلية قوات لقتال القبائل، واندلاع اشتباكات قبيل تسليم هذه المناطق بيومين تمكن خلالها رجال القبائل من كسر هذه الحملة.
ويرى الناشط السياسي نافع بن كليب، أن عجز محافظ شبوة الإخواني بن عديو ومليشياته قبل أيام عن كسر صمود قبائل بلحارث في مديرية عسيلان للسيطرة على حقول النفط جعله يسهل الطريق لمليشيات الحوثي لكسرهم والسيطرة على حقول النفط.
وأشار بن كليب أن ما حصل هو انتقام إخواني رخيص بالتآمر والخذلان.
وهو ما ذهب اليه المحامي علي ناصر العولقي، حين قال في تغريدة له “القوة العسكرية التابعة لجماعة الإخوان التي كانت تحاصر قبائل بلحارث لأكثر من أسبوعين انسحبت اليوم من عسيلان بمجرد تقدم الحوثيين باتجاه عين بيحان”.
ومنذ دخول المليشيات إلى أجزاء شبوة لم تتحرك القوات الإخوانية لاستعادة هذه المناطق عدا تصريحات إعلامية تهاجم المجلس الانتقالي ودولة الإمارات، ما يؤكد وجود تنسيق حوثي إخواني لابتزاز التحالف وكسر القبائل، وهو ما يؤكده أيضاً توقف المليشيات في المناطق التي وصلتها الأسبوع الماضي دون أية محاولات للتقدم.
وعن عدم تحرك السلطة الإخوانية واستعادتها للمناطق من المليشيات يقول المحامي علي ناصر العولقي في تغريدة أخرى، عندما اختطف شقيق “الشريف لعكب” تحركت ارتال عسكرية إلى قرية تسمى هدى في أطراف جبال شبوة الشاهقة ولم تتوقف الحملة حتى تم تحرير شقيق لعكب.
وأضاف، “اليوم اختطفت أربع مديريات في غرب شبوة وقلب صحرائها في نصف يوم ولم تحرك السلطة المحلية طقما عسكريا واحدا”.
العمل الحوثي الإخواني في المحافظة ضد التحالف ظهر مؤخرا بصفة شبه رسمية وكشفته بصورة أوضح الأحداث الأخيرة في المناطق التي سيطرت عليها المليشيات.
وعن العمل الإخواني الحوثي ضد قوات التحالف في شبوة يقول الإعلامي أنور التميمي، هل تتذكرون محضار السيد؟ متابعاً: محضار هو الذي قاد المجموعة التي تقطعت لقوات التحالف في بلحاف قبل حوالى اسبوعين.. حينها تحدثت عنه قنوات الشرعية والإصلاح باعتباره بطلا وطنيا.
وقال التميمي “اليوم عيّن الحوثيون محضار السيد مديراً لأمن مديرية مرخة”.
خطة تسليم هذه المناطق تبدو قديمة وتم التحضير لها وتنفيذها كما رُسمت، فالمليشيات وصلت حدود بيحان منذ شهرين، وطوال هذه الفترة لم تحشد القوات الإخوانية للدفاع عن المديرية بل قامت بسحب القوات وعدم التواصل مع مع القيادات والمشايخ.
وقال الأكاديمي حسين الدياني، في منشوره له “أتحدى أي شيخ قبيلة أو مسؤول أمني أو عسكري ليس إخوانيا في إحدى المديريات التي سقطت في شبوة أو المديريات الآيلة للسقوط يقول إن اللجنة الأمنية في شبوة تواصلت معه قبل السقوط ونسقت معه ودعمته لإجراء ترتيبات للحفاظ عليها من السقوط أو حتى بعد السقوط لتحريرها”.
وتابع الدياني: “من يقبل التحدي مطلوب منه يقسم على كتاب الله ببث مباشر أن هذا حدث ويطلعنا على حجم الدعم والترتيبات التي قام بها، لتدركوا حجم البيعة”.
أضاف الدياني “أنا أحدثكم عن منطقتي خورة كنموذج التي شهدت أكبر انسحابات من البيضاء، حيث فر عبرها المنسحبون من الحازمية والصومعة ونزل الحوثي إلى تحت العقبة ولم يتم التواصل حينها وإلى الآن بأي شيخ او شخصية اجتماعية أو مسؤول حكومي، أما بيحان فقد رأيتم كيف سيروا حملة عسكرية على بلحارث لإشغالهم عن مقاومة الحوثي.
واختتم الدياني، “عندما نقول إن هناك اتفاقا حوثيا إخوانيا لا نفتري، بل الشواهد ماثلة لمن يقرأ الواقع”.
تعليقات الزوار ( 0 )