تقرير: ماريا محسن
استغرق دخول القوات المسلحة الجنوبية إلى معاقل وأوكار تنظيم القاعدة في شبوة وأبين وقبلها العاصمة عدن وحضرموت 8 سنوات، فقد لجأ التنظيم إلى استراتيجية اختيار معاقل ومعسكرات الإقامة الدائمة بعناية، حيث كان من الصعب على العربات العسكرية الدخول لوعورة الطريق ووسائل التخفي بالإضافة إلى الحماية التي كان يحظى بها التنظيم إبان سيطرة جماعة الإخوان على تلك المناطق حتى وقت قريب.
العام 2022 شكل نقلة نوعية في عمليات مكافحة الإرهاب التي تخوضها القوات المسلحة الجنوبية حيث قطعت عمليتا سهام الشرق والجنوب الطريق على تنظيم القاعدة فخسر على إثرها التنظيم قادة من الصف الأول والثاني له وكذا أبرز مسؤوليه الميدانيين وخبراء صناعة المتفجرات بالإضافة إلى اختراق وتفكيك التنظيم، حتى فقد قدراته الميدانية ليصبح اليوم غير قادر على المواجهة وهو ما أكدته القاعدة من خلال لجوئها إلى استراتيجية حرب الكمائن والعبوات عقب سنوات طويلة من حرب الانتحاريين والمفخخات.
تفاقُم نشاط الإرهاب في الجنوب لاسيما خلال العام 2022 حتّم على القيادة السياسية والعسكرية الخوض في دراسة مكثفة لبحث من يقف خلف تغذية الإرهاب الذي يضرب الجنوب، حيث كان لابد من تفعيل العمل الاستخباراتي، وهو ما نجح باكتشاف التخادم الإخواني الحوثي مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
العمل المكثف والمتنوع بين الاستخباراتي والعسكري والسياسي كشف زيف الخلاف الأيديولوجي والعقائدي للقاعدة والحوثيين الذي مهما ادّعوه إلا أن هناك مصالح مشتركة فيما بينهم وهي عندما يتعلق الأمر باستهداف الجنوب، فالتحالفات فضحت الاتفاقات المبرمة بين قيادة الجماعات الإرهابية بداية من خلال تصعيد الهجمات الانتحارية المتزامنة لتنتهي بما كشفته القوات الجنوبية في معاقل القاعدة بأبين وشبوة في أثناء تنفيذها عمليات الاقتحام لتطهيرها من الإرهاب الذي ظل جاثما لعقود على تلك المحافظات.
تعليقات الزوار ( 0 )