قال الله تعالى : ” يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”

بمزيدٍ من الرضى والقبول – بقضاء الله وقدره – تلقينا نبأ وفاة المناضل الأكتوبري الجسور العميد / محمد ناشر سعيد الحكمي رحمه الله تعالى .

وبهذا المصاب الجلل نتقدم بخالص التعازي وصادق المواساة إلى أولاده وكافة أفراد أسرته ومحبيه وزملائه من رفاق النضال الجنوبي طيلة العقود الماضية..

لقد خسر الجنوب والشعيب بوفاة الفقيد العميد محمد ناشر الحكمي مناضل شجاع ورجل صلب وصاحب مبدأ لا يلين عاش حياته للوطن الجنوبي والثورة دون أي مقابل حتى وافاه الأجل بعد حياة مليئة بالنضال والبطولات والفداء تعرفه ميادين القتال وساحات النضال منذ نعومة أظافره وكان له دور نضالي وفدائي بارز طيلة منعطفات مراحل تاريخ نضال شعب الجنوب بثورته التحررية الأولى ضد الاستعمار البريطاني إلى مرحلة مواجهة الاحتلال اليمني حيث كان من أوائل من قارعوا نظام صنعاء ولم يرضخ للإغراءات أو يخاف التهديدات بل واصل المسير جنبا إلى جنب مع كل الشرفاء الذين كلفتهم مواقفهم المناوئة لنظام صنعاء الكثير في الوقت الذي تخلى فيه الكثير عن مبادئهم في حين ظل الفقيد ثابتاً صلبا من أجل الهدف والمبدأ الذي ترجمه على أرض الواقع ولا يخاف في ذلك لومة لائم.

ورغم كبر سنه وتكالب الأمراض في جسده إلا أنه لم يستسلم لها بل ظل يجوب الميادين والساحات والمتارس من أجل الهدف الذي آمن به وضحى من أجله وهو الدفاع عن الجنوب وقضيته العادلة وكان في مقدمة الصفوف ولم يرتهم لأي جهة شرقية ولا غربية بل تحرك وناضل وصال وجال من حسابه الشخصي وقوت أولاده وكان من مؤسسي جمعية المتقاعدين العسكرين التي كانت النواة لحراك السلمي الجنوبي بعد أن شارك في تأسيس الحركات التحررية التي تلت حرب 1994م وكان يضرب به المثل في الصمود والصراحة والتضحية.

رحل الفقيد المناضل الكبير محمد ناشر ولن تفيه الكلمات اليوم لكنه سيضل نبراساً ومثالاً لكل الشرفاء في هذا الوطن الجريح الذي يرحل فيه المناضلين والأبطال بكل صمت وهدوء تاركا خلفه تاريخاً نضالياً ناصع البياض.

رحم الله الفقيد محمد ناشر الحكمي واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه ورفاقه في النضال وشعب الجنوب كافة الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون

محمد أحمد محمد ( أبو إبراهيم ) عضو المجلس المحلي م / الشعيب