شبوة الآن – أحمد الحر

 

محافظة شبوة الجنوبية التي كانت أنموذجاً للأمن و الأمان إبان سيطرة أبنائها من قوات النخبة الشبوانية و منها أنطلقت العبارة المؤلمة و الشهيرة “” أغلقوا أبوابكم جيداً فلم يعد هنالك نخبة “” و ذلك عند انسحاب قوات النخبة الشبوانية نتيجة المؤامرة التي نفذت على المحافظة من أطراف عدة.

 

و حينما قلبت الموازين و اختلت و أصبح الكيل بمكيالين هاهي ذات المحافظة اليوم و بكل مديرياتها تعاني من انفلات غير مسبوق على المستوى الأمني و الخدماتي أدى إلى انتشار الجريمة بصورة مرعبة فيما مكيالي الأجهزة الأمنية التابعة للإخوان لم تكن منصفة يوماً منذ سيطرتها على المحافظة.

 

 

رصد تقرير لمنظمة “فرونت لاين” البريطانية المعنية بحقوق الإنسان، والتي تتخذ من مدينة شيفلند مقرا لها، انتهاكات سلطات الإخوان في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.

 

واحتوى التقرير على ملخص بالأرقام عن انتهاكات سلطات الإخوان التي تنوعت بين قمع حرية التعبير والاعتقالات ومداهمة المنازل واقتحام وقصف القرى بالأسلحة الثقيلة خلال الفترة من أغسطس 2019م وحتى مارس 2021م.

 

وقالت المنظمة إن السلطات الإخوانية قامت بقمع ومنع (7) مسيرات سلمية ووقفات احتجاجية، كما رصدت اعتقال (16) إعلامياً.

 

وذكرت أن عدد المناطق والقرى التي اقتحمتها سلطات الإخوان باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة لاسكات أصواتهم (7) قرى، مشيرة أن (684) من المعارضين قامت باعتقالهم تعسفياً. كما رصدت المنظمة، وفقا لتقريرها، اعتقال القوات الإخوانية ل(27) طفلاً.

 

وكشفت المنظمة البريطانية عن تعرض (32) منزلاً للمداهمات ، وهي منازل معارضين لها وقد تعرض أطفالهم ونساؤهم للترويع.

 

و أوضح التقرير الى انه تم الزج بالعديد من أصحاب الرأي ورجال الاعلام والصحافة في السجون بسبب تعليقات نشروها على منصات التواصل الاجتماعي واستهدافهم لمحاولة تكميم افواههم واسكات اصواتهم المناوئة ضد الإخوان.

 

 

إلى ذلك تعرض العديد من جنود النخبة الشبوانية لعمليات إغتيال بدم بارد من قبل عناصر تابعة للمليشيات الإخوانية في وضح النهار في إطار التصفية الممنهجة لكل ما يتعلق بهذه القوات حتى تخلو المحافظة من كل من يعارض سياسات التنظيم الإخواني الإرهابي.

 

و على الجانب الآخر يتمتع عناصر من تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة و أبين بحرية التنقل و حتى بحرية في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد جنود من النخبة الشبوانية و الحزام الأمني في أبين في ظل عدم ممانعة مليشيا الإخوان التي على ما يبدو أنها تسير في ذات الاتجاه.

 

عمليتي هروب للعشرات من السجناء و بعضهم على ارتباط بالتنظيمات الإرهابية من السجن المركزي بشبوة و سجن مديرية بيحان هي دلالة أخرى على مستوى التنسيق العالي بين التنظيمين الإرهابيين.

 

معتقلين سابقين اعتقلتهم مليشيا الإخوان أفادوا أن عناصر إرهابية كانت تتلقى معاملة أقل ما يقال عنها أنها مميزة فيما كان المعتقلين من أبناء المحافظة يتعرضون لعمليات تعذيب مستمرة و معاملة سيئة.

 

 

أبناء محافظة شبوة الرافضين لسيطرة الإخوان على المحافظة أصبحوا مطاردين فيما عناصر التنظيمات الإرهابية تسرح و تمرح في محافظة بيعت بثمن بخس و طعنت بخنجر مسموم، و إلى أن تلتفت الأطراف المعنية إلى هذه المأساة ستظل محافظة شبوة المكلومة تنزل في كل يوم شهيد أو معتقل أو على أحسن الأحوال صاحب رأي مشرد و مطارد.