عمر الحار

رحل الليلة عن الدنيا الفانية قائد الوسطية ورائدها ،وفليسوف منطقها الحكيم ومرجعها الاولي وحجتها في القول السليم فضيلة العلامة الرباني الجليل ابوبكر بن علي المشهور والذي له من اسمه نصيب وافر الذكر في الحياة و سيبقى خالد في كل العصور .وقد بكيته كما لم ابك الخاصة من الاهل والاقربين . وعلى مثله تبكي الرجال ولا تعاب ان غرقت في الدموع .

غيب الموت الحق درة العلماء وسيد الحلم والحكماء الحبيب ابوبكر رحمة الله تغشاه الى يوم الدين ، ذلك الفقيه المحدث و العالم الورع الجليل المذهل بعطائه الفكري اللا محدود واطروحاته الفقية الجميلة النابعة من وسطية الاسلام الملامس لكل شئ ، كل شئ في حياتنا ، وهو حجته بالغه في كل قول عذب الحديث وعميق المعرفة والمراس في شؤون الدنيا والدين ، يعمل بروح المبادرة في علاقاته بالناس وياسرهم بمنطقه السليم وقوله العذب السلبيل و تشع روحانية الرجل على محياه بدون تزلف ويمشي بنور العلم والاخلاق ورجاحة العقل وحسن الصفات رجل من طبقة العلماء الذين برحيلهم نفقد مساحة واسعة من وقوفنا على الارض ، وكوكب المعرفة .

رحل العلامة الحبيب ابوبكر المشهور فليسوف صوفية العصر ، وشيخ الوسطية والاعتدال واستاذها ومعلمها وعالمها الروحي الجليل . و هو بالمناسبة عالم روحي معاصر منفتح على الحياة الكونية المعاصرة ، وعلومها ويعيش ببساطة الزاهدين في الدنيا والدين .

رحل الحبيب العلامة وقد طاب لي المقام في ظلال صفاء مدارسه الروحية الخصبة ، وعطائه الفكري الجزيل .
رحل عالم روحي من الشرق ، ولم تزل الشمس تشرق من ذات الاتجاه .