رشاد خميس الحمد
عندما أعلن الرئيس الامريكي جون بايدن عن زيارة للمنطقة أستبشر اليمنيون خيرا بثمار طيبة وتقدم نوعي نحو إنفراجة منتظرة في الأزمة اليمنية تزيل الهموم و الاوجاع عن كاهل المواطن المغلوب على أمره رغم جزم الجميع أن بايدن يبحث عن مصالح وأهداف متعدده على رأسها زيادة إنتاج الطاقة لتخفيف آثار الحرب الاقتصادية التي يمارسها الرئيس الروسي بوتين على أعدائه وكذلك مزيدا من التطبيع والدمج بين العرب المطبعة مع الكيان الصهيوني لمواجهة إيران .
لقد كانت قمة جدة فرصة سانحه لكل دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة لمصر والعراق والاردن من إغتنام الفرصة لإن هذه اللقاءات لاتكرر كثيرا لقد استمع زعيم البيت الأبيض لمشاكل وهمومه أصدقاء بلده من الخليجين والعرب فكان لهم ما أرادوا فحصلت العراق على الكهرباء و مصر حصلت على وعود بحل مشكلة سد النهضة ووديعة مالية وأيضا خرجت الإردن بمليار دولار سنويا وكل ذلك ضريبة الدمج والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي .
والمؤسف المحزن وما يحز في نفسي ونفس كل حر يمني هو غياب رئيس مجلس القيادة اليمني الذي تفصله بعض مترات عن مكان إنعقاد القمة قصر السلام بجدة .
رغم أن الشعب يعاني ويكابد الحرب وينتظر الحلول بفارق الصبر كالقابض على الجمر ولكن لم يراعي المنقذيين مكانة اليمن ولاوزنها الكبير ولا تاريخها التليد ولا قيمة رئيسها من صنعوه وأختاروه حتى يستغل الفرصة المناسب ليضع ولو جزء بسيط من مشاكل وهموم بلده المجروح بل المثخن بالدماء وويلات الحرج وجحيمها ولكنهم أرادوا أن يغيب حتى لا يبطل عمل الوكيل بحضور الأصيل ليمارس الأصيل سياسية الانتهاز ولم يبقى أمام الرئيس العليمي إلا تنفيذ التوجهيات وتحقيق الرغبات وحتى يشكل لنفسه حضور ولو بائسا قام بإرسل تغريدة بحسابه بتوتير لنكون هامشا ليس له قيمة .
لقد أتضح جليا أن بايدن أتى من أجل الطاقة بشكل رئيسي وأكد ذلك المستشار الالماني بقوله: بوتين يستخدم الطاقة سلاحا وهو ما لم يفعله الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.
ولأن اليمن مصدر الطاقة وبلاد غنية بالنفط والشركات تعمل بوتيره عالية فوجب أن يغيب رئيسها وتبقى تحت رحمة الكفيل ليسهل التصرف بمواردها وسواحلها ومضايقها عبر الوكلاء الاقليمين وتنفيذ الوكلاء المحليين مدفوعين الأجر كله بما يخدم مصلحة هذا المعسكر وصراعاته السياسية العالمية .
أما الشعب اليمني فقد وضع على الهامش فلا يهم يجوع أو يمرض أو يقتل أو يشرد ولايعينهم أن يذوق المآسي والاحزان والقتل والألم فقد ماتت ضمائرهم وأصبحت تتلذ بالوجع وإلا لما أستمر الحال كل هذه السنوات العجاف .
وليعلم أولئك الطامعون حن لانريد شي منهم ولامن غيرهم فنحن شعب ذو تاريخ وهوية ومن حقنا أن نستفيد من ثرواتنا الذي منحنا الله أيها لنعيش بكرامة مثل بقية شعوب العالم.
لذلك فمهما حاول الاخرون الانتقاص من شعبنا وإذلاله فلن يستطيعيوا إلى ذلك سيبلا وفي كل مرة سيفشلون لأنه شعب أبيا شامخا يرفض الانكسار والتطويع والخضوع والتاريخ شاهد على ذلك ..
والحقيقة الواضح أنه لا سبيل لخروج آمن من هذه الأزمة الخانقة إلا بتجاوز واقعنا الأليم وتضميد جراحنا الأليم الذي مايزال ينزف ونسمو على خلافتنا من أجل إستعادة قزرارنا السياسي المختطف وسيادتنا الوطنية فلن يبنى الوطن إلا رجاله المخلصون .
تعليقات الزوار ( 0 )