في الوقت الذي تعوّل فيه الأمم المتحدة على أن تشهد الفترة الراهنة حلحلة سياسية، تواصل المليشيات الحوثية زرع الألغام والعراقيل أمام جهود المباحثات الأممية التي تعود الى تعود الى نقطة الصفر بعد كل جولة تقدم نحو بناء حالة من الثقة عبر توافق ميداني يُترجم لاحقا إلى توافق سياسي يضع حدا للأزمة الإنسانية التي تصنفها التقارير الدولية بأنها من أبشع الأزمات على مستوى العالم.

الإصرار الحوثي على إفشال المحادثات أمر يفتح الباب للحديث عن سيناريوهات عديدة، للتعامل معها خلال الفترة الماضية أكثرها زخما هو خيار المواجهة العسكرية لإنهاء التعنت الحوثي المتصاعد وهو الأمر الذي لطالما أكدته القيادة السياسية والعسكرية للجنوب طيلة الفترة الماضية ما يؤكد على أهمية إجراء المعالجات اللازمة في منظومة الدفاع بما يساهم في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات المدعومة من إيران.

 

وعلى الرغم من العقبات والتعثرات التي يضعها الحوثيون إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن الأمم المتحدة تواصل بذل مساعيها مكثفة لتعزيز الهدنة الحالية بتمديد جديد هو الثالث عقب مفاوضات جرت في الأردن لم تخرج بنتائج مرضية وذلك في مسار التمديد الثاني للهدنة الإنسانية التي تنتهي في 2 أغسطس المقبل في الوقت الذي تكثف فيه الأمم المتحدة مساعي التمديد لستة أشهر مقبلة وسط خروقات مستمرة من قبل مليشيات الحوثي للهدنة في كافة جبهات القتال.

خروقات مليشيات الحوثي للهدنة كان آخرها القيام بأوسع عملية قصف طالت مختلف مواقع ومراكز القوات الجنوبية المسلحة والمشتركة في معظم القطاعات القتالية، شمالي الضالع سقط فيها خمسة جرحى من أفراد القوات الجنوبية والمشتركة وإعطاب بعض الاليات، بالإضافة الى إحراق بعضاً من منازل المواطنين وسط بلدة صبيرة في أكبر واوسع سلسلة خروقات ترتكبها المليشيات منذ بداية سريان الهدنة الثانية، وسط صمت مبهم للجهات الأممية تجاه تلك الخروقات المستمرة.