مع انتهاء التحضيرات الواسعة استعدادا لعقد الدورة الخامسة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي التي تحتضنها العاصمة عدن وتستمر ليومين ابتداء من يوم غد الثلاثاء، في ظل جملة من المنعطفات والمتغيرات السياسية المختلفة التي يشهدها الجنوب والاقليم، باعتبار الجمعية الوطنية برلمان الجنوب، الذي يعول عليه الشعب حمل كثير من الرسائل، والعمل على تحقيق التطلعات والاستحقاقات، والبدء باتخاذ إجراءات حقيقية تكون كفيلة بالتخفيف عن معاناة المواطنين وحلحلة الكثير من الملفات المعقدة في مختلف المجالات.

تطلعات وتوقعات ينتظرها الجنوبيين، تزامنا مع انعقاد هذه الدورة، يأتي في مقدمتها البحث عن حلول جذرية لرفع المعاناة المتمثلة بتردي الخدمات، والانهيار الاقتصادي وتوقف المرتبات بالإضافة الى العمل على إنهاء الفساد المستشري في مرافق ومؤسسات الدولة الخدمية والإيرادية، وضرورة الوقوف بحزم أمام ملف استكمال تنفيذ بنود اتفاق ومشاورات الرياض، والبدء بترتيب الأوضاع الأمنية والعسكرية التي لطالما أصبح عرقلتها أمرا روتينيا يكشف معه عدم جدية تلك الجهات بإنهاء الحرب، وعدم مسؤولياتها بإدارة المعركة ومحاولة افتعال معارك جانبية.

توقيت انعقاد الدورة الخامسة للجمعية الوطنية، يأتي في الوقت الذي بدأت فيه اشتعال موجة احتجاجات واسعة تشهدها العاصمة عدن، والتي تعكس معها حالة النفور الشعبي جراء ما يتعرض له الجنوب، من خلال اغراقه بالأزمات الأمنية والمعيشية والخدمية، في مؤامرة خبيثة، تكمن في استهداف المجلس الانتقالي من قبل القوى اليمنية والتنظيمات الإرهابية، التي اتحدت جميعها وتعمل بتنسيق مشترك لاستهداف الجنوب وقضيته العادلة والعمل على إطالة أمد الحرب وتعميق معاناة المواطنين.