✍ مصعب عيديد

 

حين يسقط الإعلام في الوحل وتتهاوى القيم وتجرأ فيه المتلونون ارتفعت حضرموت وحدها بالعزة والكرامة..

 

في زمن يندى له الجبين وتقتل المبادى والقيم والاخلاقيات ويصلب الصدق على مرمى ومسع

الانام فاقرأ على الدنيا السلام هكذا هو حال جماعة الإخوان وقناوتهم الإعلامية التي لا تقبل في مقابلاتها

وتصريحاتها و مراسلوها سوى من اتصف بتلك الصفات

السيئة وكساه الانحطاط فكل مره تطالعنا قناة بلقيس

المنحلة بمقابلة أو تصريح للمدعو صبري بن مخاشن ذلك

الحضرمي الذي خلع ثوب أبناء حضرموت الطاهر والنقي

وتجرد من قيمهم وشموخهم وعزتهم ليظهر بكل بجاحة مهاجماً أبناء حضرموت اؤلئك الشرفاء الأحرار فيطعن في نسبهم وفي اصولهم بأنهم ليسوا بحضارم وانهم من افريقيا والكاريبي هكذا هم من باعوا انفسهم بثمن بخس وتحولوا إلى أشباه الرجال وهيهات أن يكون أمثال بن مخاشن

نهلوا من نبع حضرموت الابى والكرامة بل ترعرع في مزبلة وسبخات الإخوان الملوثة.

 

ان حضرموت وابناءها تاريخهم ومجدهم تجاوز حدود

التاريخ والأصالة وسمت تجاوز الثريا ام انتم فمقامكم

مختلط بالثرى تدوسه اقدام أبناء حضرموت .

وسط هذا الضجيج المتصاعد

من هؤلاء المنحطون إعلاميا وأخلاقيا وقيميا تصبح الحقيقة رهينة التأويل وتغدو المواقف أسرى المصالح المتقلبة ولا يبقى أمام الإنسان الواعي سوى التمسك بما يعرفه من ثوابت راسخة تتجاوز ما تبثه القنوات وما يصنعه الإعلام من صور مشوهة لا تعكس الواقع بل تعكس رغبات أصحابها.

 

في ظل هذا الصراع الإعلامي الذي تتعرض المجتمعات الأصيلة لمحاولات مستمرة لطمس دور أبناءها والطعن في اصولهم والتشويش على مكانتهم عبر التشويه وافتعال الفتن حول هويتهم لكن الهوية ليست قميصا يخلع وليست رواية يعاد تأليفها فهي نتاج تراكم طويل من العمل والبناء والكفاح المشترك بين أهل الأرض وبين أياديهم التي حفرت تاريخها في الصخر وتركته إرثا لا يمكن أن يمحى مهما علت أصوات التشويه

إن أبناء الأرض الحقيقية لا يحتاجون لإثبات نسب ولا لإعلان أصل فالأصل ترفعه القيم والسلوك وترسخه الأخلاق لا الكلمات العابرة فحيثما وجد الإنسان الصادق الحر وجد امتداد جذوره وحيثما وجدت المروءة وجدت الشهادة على عمق الانتماء ولهذا فإن المجتمعات الراسخة لا تلتفت إلى صغائر التشويه لأنها تعرف أن قوتها في وحدتها وأن عزتها في تاريخها وأن إرثها أكبر من أن يطاله دخان العابرين.

 

وتبقى حضرموت مثالا لهذه الصورة بما تمتلكه من مكانة ثقافية وروحية وجغرافية صنعها أبناؤها بتواضعهم وعلومهم وتاريخهم الممتد عبر البحار والقارات فحيثما ارتحلوا حملوا معهم أخلاقهم وطباعهم فشهد لهم البعيد قبل القريب وعرفهم العالم كتجار أمناء ورجال علم وتقوى ومسافرين ينشرون الخير والمعرفة ولهذا فإن أي خطاب يريد إنقاص مقامهم يظل مجرد محاولة يائسة لا تأثير لها أمام رصيد عمره قرون.

 

ويبقى الفارق كبيرا بين من يبني عبر مئات السنين ومن يحاول الهدم بكلمة عابرة وبين من يرتفع بتاريخ مصقول بالعلم والعمل ومن ينحدر بخطاب فقد اتزانه وفقد احترامه لذاته قبل الآخرين فالزمن لا يحفظ إلا ما كان صادقا ولا يبقى في الذاكرة إلا ما صنعته الأيدي المخلصة التي تبني وتنهض وتزرع ال

خير في أرضها وبين ناسها..