تعتبر حضرموت واحدة من أغنى المحافظات اليمنية، بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، إلا أن قضاياها وتفاعلاتها خلال الفترة الماضية لم تحظَ بالاهتمام الكافي من قبل المسؤولين، خصوصاً رئيس مجلس الرئاسة القيادي، د. رشاد العليمي. فقد تراجعت أولوية حضرموت في أجندته العملية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع فيها.

 

منذ زيارة الرئيس العليمي الأخيرة لحضرموت وما بعدها، شهدت المحافظة تصاعداً ملحوظاً في التوترات، مما يهدد بتحول الأوضاع إلى صدام غير معلن. لقد عرفت حضرموت عبر التاريخ بأنها محافظة مسالمة، تتميز بوسطيّتها وعقلانية أهلها، لكن هذه الصفات باتت مهددة مع تصاعد الأزمات وغياب الحلول الفورية.

 

الاجتماع الأخير لمجلس الرئاسة، الذي انعقد وانفض دون تحقيق أي نتائج ملموسة، يعكس حالة من الاستخفاف بقضايا حضرموت. يبدو أن هناك تجاهلاً واضحاً لمشاكل السكان وأزمات الحياة اليومية التي يعانون منها. ومع سفر الرئيس العليمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يبدو أن الأمل في تحقيق تغييرات إيجابية قد تضاءل، مما يزيد من حدة الأزمة.

 

إن الوضع الراهن يستدعي من أهل حضرموت استحضار حكمتهم وعقلانيتهم، فإما أن يسعوا للتصدي للأزمات بطرق سلمية، أو قد يدخلون في دوامة من التوترات والمشاكل التي لا يعلم مداها إلا الله. الأعداء الذين يتربصون بحضرموت يسعون إلى استغلال هذه الأوضاع لتحقيق مصالحهم، لذا يتوجب على الحضرميين أن يتحدوا ويعملوا معاً لحماية محافظتهم وصون مكتسباتهم.

 

يبقى السؤال المطروح: ماذا تريدون أنتم يا حضارم؟ هل ستسعون لحل قضاياكم بطرق سلمية وعقلانية، أم ستسمحون للأوضاع بالتفاقم والاحتدام؟ الخيار بيدكم، وعليكم أن تختاروا بحكمة.